البزار: لا نعلمه يروى إلا بهذا الاسناد، والحسين بن عيسى قد حدث عن الحكم بن أبان بأحاديث لا نعلمها عند غيره. قلت: هو الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي أبو عبد الرحمن الكوفي أخو سليم القاري، قال البخاري: مجهول - يعني مجهول الحال - وإلا فقد روى عنه سبعة نفر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، روي عن الحكم بن أبان أحاديث منكرة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: قليل الحديث، وعامة حديثه غرائب، وفي بعض أحاديثه المنكرات * وروى البيهقي عن الحكم وغيره عن أبي الأحوص:
محمد بن الهيثم القاضي (1): ثنا محمد بن مصعب، ثنا الأوزاعي، عن أبي عمار شداد بن عبد الله، عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة، قال. وما هو؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، قال: رأيت خيرا، تلك فاطمة إن شاء الله تلد غلاما فيكون في حجرك، فولدت فاطمة الحسين، فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعته في حجره ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تهريقان الدموع، قالت: قلت يا نبي الله بأبي أنت وأمي، مالك؟ قال:
أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا، فقلت: هذا؟ قال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء (2) * وقد روى الإمام أحمد، عن عفان، عن وهيب عن أيوب عن صالح أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث عن أم الفضل قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني رأيت في منامي أن في بيتي أو حجري عضوا من أعضائك، قال: تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فتكفلينه، فولدت له فاطمة حسينا، فدفعته إليها فأرضعته بلبن قثم، فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أزوره، فأخذه فوضعه على صدره فبال فأصاب البول إزاره، فزخخت بيدي على كتفيه، فقال: أوجعت ابني أصلحك الله، أو قال: رحمك الله، فقلت: اعطني إزارك أغسله، فقال: إنما يغسل بول الجارية ويصب على بول الغلام (3) * ورواه أحمد أيضا عن يحيى بن بكير عن إسرائيل عن سماك عن قابوس بن مخارق عن أم الفضل فذكر مثله سواء، وليس فيه الاخبار بقتله فالله أعلم * وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا حماد، أنا عمار بن أبي عمارة عن ابن عباس. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائل، أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه، لم أزل التقطه منذ اليوم، قال: فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم رضي الله عنه (4) * قال قتادة: قتل الحسين يوم الجمعة، يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وله أربع وخمسون سنة وستة أشهر ونصف شهر *