عن أنس قال بعد ذكره شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس بالسبط ولا بالقطط قال: وتوفاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. وفي صحيح البخاري من حديث أيوب عن ابن سيرين أنه قال: قلت لانس أخضب رسول الله؟ قال: إنه لم ير من الشيب إلا قليلا * وكذا روى هو ومسلم من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس وقال حماد بن سلمة، عن ثابت قيل لانس: هل كان شاب رسول الله؟ فقال: ما شانه الله بالشيب ما كان في رأسه إلا سبع عشرة أو ثماني عشرة شعرة * وعند مسلم، من طريق المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله لم يختضب إنما كان شمط عند العنفقة يسيرا، وفي الصدغين يسيرا، وفي الرأس يسيرا * وقال البخاري: ثنا أبو نعيم، ثنا همام عن قتادة قال: سألت أنسا هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا إنما كان شئ في صدغيه * وروى البخاري عن عصام بن خالد، عن جرير بن عثمان، قال: قلت لعبد الله بن بسر السلمي رأيت رسول الله أكان شيخا؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض * وتقدم عن جابر بن سمرة مثله، وفي الصحيحين من حديث أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله هذه منه بيضاء - يعني عنفقته - وقال يعقوب بن سفيان: ثنا عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة السكري، عن عثمان بن عبد الله بن موهب القرشي قال: دخلنا على أم سلمة فأخرجت إلينا من شعر رسول الله فإذا هو أحمر مصبوغ بالحناء والكتم (1)، رواه البخاري عن إسماعيل بن موسى، عن سلام بن أبي مطيع، عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن أم سلمة به، وقال البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إسرائيل عن عثمان [بن عبد الله] (2) بن موهب قال: كان عند أم سلمة جلجل من فضة ضخم، فيه من شعر رسول الله، فكان إذا أصاب إنسانا الحمى بعث إليها فحضحضته فيه، ثم ينضحه الرجل على وجهه، قال: فبعثني أهلي إليها فأخرجته، فإذا هو هكذا - وأشار إسرائيل بثلاث أصابع - وكان فيه خمس شعرات حمر * رواه البخاري عن مالك بن إسماعيل عن إسرائيل * وقال يعقوب بن سفيان: ثنا أبو نعيم، ثنا عبيد الله بن إياد، حدثني إياد عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأيته قال: هل تدري من هذا؟ قلت: لا، قال: إن هذا رسول الله، فاقشعررت حين قال ذلك، وكنت أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ لا يشبه الناس، فإذا هو بشر ذو وفرة بها ردع من حناء، وعليه بردان أخضران * ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث عبيد الله بن إياد بن لقيط عن أبيه عن أبي رمثة واسمه حبيب بن حيان، ويقال رفاعة بن يثربي، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا
(٢٤)