له لصلبه قريب من مائة أو ما ينيف عليها، وفي رواية: أنه صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم أطل عمره، فعمر مائة، وقد دعا صلى الله عليه وسلم لام سليم ولأبي طلحة في غابر ليلتهما، فولدت له غلاما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، فجاء من صلبه تسعة كلهم قد حفظ القرآن، ثبت ذلك في الصحيح * وثبت في صحيح مسلم من حديث عكرمة بن عمار عن أبي كثير الغبري (1) عن أبي هريرة: أنه سأل من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لامه فيهديها الله فدعا لها، فذهب أبو هريرة فوجد أمه تغتسل خلف الباب فلما فرغت قالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فجعل أبو هريرة يبكي من الفرح، ثم ذهب فأعلم بذلك رسول الله، وسأل منه أن يدعو لهما أن يحببهما الله إلى عباده المؤمنين فدعا لهما، فحصل ذلك. قال أبو هريرة: فليس مؤمن ولا مؤمنة إلا وهو يحبنا، وقد صدق أبو هريرة في ذلك رضي الله عنه وأرضاه، ومن تمام هذه الدعوة أن الله شهر ذكره في أيام الجمع حيث يذكره الناس بين يدي خطبة الجمعة، وهذا من التقييض القدري والتقدير المعنوي. وثبت في الصحيح أنه عليه السلام، دعا لسعد بن أبي وقاص وهو مريض فعوفي، ودعا له أن يكون مجاب الدعوة، فقال: اللهم أجب دعوته، وسدد رميته، فكان كذلك، فنعم أمير السرايا والجيوش كان. وقد دعا على أبي سعدة أسامة بن قتادة حين شهد فيه بالزور بطول العمر وكثرة الفقر والتعرض للفتن، فكان ذلك، فكان إذا سئل ذلك الرجل يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد (2) وثبت في صحيح البخاري وغيره أنه صلى الله عليه وسلم دعا للسائب بن يزيد ومسح بيده على رأسه فطال عمره حتى بلغ أربعا وتسعين سنة وهو تام القامة معتدل، ولم يشب منه موضع أصابت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتع بحواسه وقواه (3) * وقال أحمد (4): ثنا جرير بن عمير، ثنا عروة بن ثابت ثنا علي بن أحمد، حدثني أبو زيد الأنصاري، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادن مني، فمسح بيده على رأسي ثم قال: اللهم جمله وأدم جماله قال: فبلغ بضعا ومائة - يعني سنة - وما في لحيته بياض إلا نبذة يسيرة، ولقد كان منبسط الوجه لم ينقبض وجهه حتى مات. قال السهيلي إسناد صحيح
(١٨٤)