معاوية، قال وثنا وكيع، ثنا الأعمش، عن سلام بن شرحبيل، عن حبة وسواء ابنا خالد قالا:
دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلح شيئا فأعناه، فقال " لا ينسأ من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما، فإن الانسان تلده أمه أحيمر ليس عليه قشرة، ثم يرزقه الله عز وجل ".
ومنهم رضي الله عنهم ذو مخمر، ويقال ذو محبر، وهو ابن أخي النجاشي ملك الحبشة، ويقال ابن أخته. والصحيح الأول. كان بعثه ليخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نيابة عنه. قال الإمام أحمد:
حدثنا أبو النضر، ثنا جرير، عن يزيد بن صليح، عن ذي مخمر - وكان رجلا من الحبشة يخدم النبي صلى الله عليه وسلم - قال: كنا معه في سفر فأسرع السير حتى انصرف، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد. فقال له قائل: يا رسول الله قد انقطع الناس، قال فجلس وحبس الناس معه حتى تكاملوا إليه، فقال لهم " هل لكم أن نهجع هجعة؟ " - أو قال له قائل - فنزل ونزلوا فقالوا: من يكلؤنا الليلة؟ فقلت: أنا جعلني الله فداك، فأعطاني خطام ناقته فقال " هاك لا تكونن لكعا " قال: فأخذت بخطام ناقة رسول الله وخطام ناقتي، فتنحيت غير بعيد فخليت سبيلهما ترعيان، فإني كذلك أنظر إليهما إذ أخذني النوم، فلم أشعر بشئ حتى وجدت حر الشمس على وجهي، فاستيقظت فنظرت يمينا وشمالا فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخطام ناقتي، فأتيت أدنى القوم فأيقظته فقلت أصليت؟ قال لا، فأيقظ الناس بعضهم بعضا حتى استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال " يا بلال هل في الميضاة ماء " يعني الإداوة، فقال: نعم جعلني الله فداك، فأتاه بوضوء لم يلت منه التراب، فأمر بلالا فأذن ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل، ثم أمره فأقام الصلاة فصلى وهو غير عجل، فقال له قائل: يا رسول الله أفرطنا: قال " لا، قبض الله أرواحنا وردها إلينا، وقد صلينا ".
ومنهم رضي الله عنهم ربيعة بن كعب الأسلمي أبو فراس. قال الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب قال كنت أبيت مع (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم، فآتيه بوضوئه وحاجته، فكان يقوم من الليل فيقول " سبحان ربي وبحمده الهوي (2)، سبحان رب العالمين الهوي " فقال رسول الله " هل لك حاجة؟ " قلت يا رسول الله مرافقتك في الجنة، قال " فأعني على نفسك بكثرة السجود ". وقال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن محمد، عن ربيعة بن كعب قال: كنت أخدم رسول الله نهاري أجمع، حتى يصلي عشاء الآخرة فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول لعلها أن تحدث لرسول الله حاجة، فما أزال أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سبحان الله وبحمده " حتى أمل فأرجع. أو تغلبني عيناي فأرقد، فقال لي يوما - لما يرى من حقي له وخدمتي إياه - " يا ربيعة بن كعب سلني أعطك " قال فقلت أنظر في أمري يا رسول الله ثم أعلمك ذلك، فقال ففكرت في نفسي