ومنهن سلمى وهي أم رافع امرأة أبي رافع كما رواه الواقدي عنها أنها قالت: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخضرة ورضوى وميمونة بنت سعد فأعتقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كلنا. قال الإمام أحمد حدثنا أبو عامر وأبو سعيد مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن فائد مولى ابن أبي رافع عن جدته سلمى خادم النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ما سمعت قط أحدا يشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه إلا قال " احتجم " وفي رجليه إلا قال " أخضبهما بالحناء ". وهكذا رواه أبو داود: من حديث ابن أبي الموالي والترمذي وابن ماجة من حديث زيد بن الخباب كلاهما عن فائد عن مولاه عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن جدته سلمى به. وقال الترمذي غريب إنما نعرف من حديث فائد. وقد روت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يطول ذكرها واستقصاؤها. قال مصعب الزبيري وقد شهدت سلمى وقعة حنين.
قلت: وقد ورد أنها كانت تطبخ للنبي صلى الله عليه وسلم الحريرة (1) فتعجبه، وقد تأخرت إلى بعد موته عليه السلام، وشهدت وفاة فاطمة رضي الله عنها، وقد كانت أولا لصفية بنت عبد المطلب عمته عليه السلام، ثم صارت لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت قابلة أولاد فاطمة وهي التي قبلت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شهدت غسل فاطمة وغسلتها مع زوجها علي بن أبي طالب وأسماء بنت عميس امرأة الصديق. وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن سلمى قالت: اشتكت فاطمة عليها السلام شكواها الذي قبضت فيه، فكنت أمرضها، فأصبحت يوم كمثل ما يأتيها في شكواها ذلك، قالت وخرج علي لبعض حاجته فقالت: يا أمه اسكبي لي غسلا، فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت: يا أمه أعطني ثيابي الجدد فلبستها، ثم قالت يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت، ففعلت واضطجعت فاستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت: يا أمه إني مقبوضة الآن وقد تطهرت فلا يكشفني أحد، فقبضت مكانها. قالت فجاء علي فأخبرته. وهو غريب جدا.
ومنهن شيرين، ويقال سيرين أخت مارية القبطية خالة إبراهيم عليه السلام، وقدمنا أن المقوقس صاحب إسكندرية واسمه جريج بن مينا أهداهما مع غلام اسمه مابور وبغلة يقال لها الدلدل فوهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت، فولدت له ابنه عبد الرحمن بن حسان.
ومنهن عنقودة أم مليح الحبشية جارية عائشة، كان اسمها عنبة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنقودة رواه أبو نعيم. ويقال اسمها غفيرة (2).