قلت: وقد تقدم في ترجمة ابنتها أمة الله أنه عليه السلام أمهر صفية بنت حيي أمها رزينة، فعلى هذا يكون أصلها له عليه السلام وقال الحافظ أبو يعلى: ثنا أبو سعيد الجشمي، حدثتنا عليلة بنت الكميت قالت سمعت أمي أمينة قالت: حدثتني أمة الله بنت رزينة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى صفية يوم قريظة والنضير حين فتح الله عليه، فجاء يقودها سبية، فلما رأت النساء قالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله. فأرسلها وكان ذراعها في يده، فأعتقها ثم خطبها وتزوجها وأمهرها رزينة. هكذا وقع في هذا السياق، وهو أجود مما سبق من رواية ابن أبي عاصم ولكن الحق أنه عليه السلام اصطفى صفية من غنائم خيبر، وأنه أعتقها وجعل عتقها صداقها وما وقع في هذه الرواية يوم قريظة والنضير تخبيط فإنهما يومان، بينهما سنتان. والله أعلم.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل: أخبرنا ابن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا علي بن الحسن السكري، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري. حدثتنا عليلة بنت الكميت العتكية عن أمها أمينة قالت: قلت لامة الله بنت رزينة مولاة رسول الله: يا أمة الله أسمعت أمك تذكر أنها سمعت رسول الله يذكر صوم عاشوراء؟ قالت: نعم كان يعظمه ويدعو برضعائه ورضعاء ابنته فاطمة فيتفل في أفواههم ويقول لأمهاتهم: " لا ترضعيهم إلى الليل " له شاهد في الصحيح.
ومنهن رضوى، قال ابن الأثير روى سعيد بن بشير، عن قتادة، عن رضوى بنت كعب أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحائض تخضب، فقال: " ما بذلك بأس " رواه أبو موسى المديني.
ومنهن ريحانة بنت شمعون القرظية، وقيل النضرية، وقد تقدم ذكرها بعد أزواجه رضي الله عنهن.
ومنهن رزينة والصحيح رزينة كما تقدم.
ومنهن سانية مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، روت عنه حديثا في اللقطة، وعنها طارق بن عبد الرحمن روى حديثها أبو موسى المديني هكذا ذكر ابن الأثير في [أسد] الغابة.
ومنهن سديسة الأنصارية، وقيل مولاة حفصة بنت عمر. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه " قال ابن الأثير رواه عبد الرحمن بن الفضل بن الموفق عن أبيه عن إسرائيل عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة، ورواه إسحاق بن يسار عن الفضل.
فقال عن سديسة عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره رواه أبو نعيم وابن منده.
ومنهن سلامة حاضنة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، روت عنه حديثا في فضل الحمل والطلق والرضاع والسهر، فيه غرابة ونكارة من جهة إسناده ومتنه، رواه أبو نعيم وابن منده من حديث هشام بن عمار بن نصير خطيب دمشق عن أبيه عمرو بن سعيد الخولاني عن أنس عنها. ذكرها ابن الأثير.