البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٥ - الصفحة ٢٥
ذلك؟ فقالا يا رسول الله أفلا تأمر بقتلهم؟ فقال " أكره أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " (1) وقد ذكر ابن إسحاق هذه القصة إلا أنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أعلم بأسمائهم حذيفة بن اليمان وحده وهذا هو الأشبه والله أعلم ويشهد له قول أبي الدرداء لعلقمة صاحب ابن مسعود: أليس فيكم - يعني أهل الكوفة - صاحب السواد والوساد - يعني ابن مسعود - أليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره - يعني حذيفة - أليس فيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان محمد - يعني عمارا - وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لحذيفة:
أقسمت عليك بالله أنا منهم؟ قال لا ولا أبرئ بعدك أحدا - يعني حتى لا يكون مفشيا سر النبي صلى الله عليه وسلم -.
قلت: وقد كانوا أربعة عشر رجلا، وقيل كانوا اثني عشر رجلا، وذكر ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم حذيفة بن اليمان فجمعهم له فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أمرهم وبما تمالاوا عليه. ثم سرد ابن إسحاق أسماءهم قال وفيهم أنزل الله عز وجل: * (وهموا بما لم ينالوا) * [التوبة: 74].
وروى البيهقي من طريق محمد بن مسلمة (2) عن أبي إسحاق، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن حذيفة بن اليمان قال: كنت آخذا بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود به، وعمار يسوق الناقة - أو أنا أسوق وعمار يقود به - حتى إذا كنا بالعقبة إذا باثني عشر رجلا قد اعترضوه فيها، قال فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرخ بهم فولوا مدبرين، فقال لنا رسول الله " هل عرفتم القوم؟ " قلنا: لا يا رسول الله قد كانوا متلثمين، ولكنا قد عرفنا الركاب، قال " هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة، وهل تدرون ما أرادوا؟ " قلنا: لا قال: " أرادوا أن يزحموا رسول الله في العقبة فيلقوه منها " قلنا: يا رسول الله أو لا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم؟ قال " لا، أكره أن يتحدث العرب بينها أن محمدا قاتل لقومه، حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم " ثم قال " اللهم ارمهم بالدبيلة " (3) قلنا يا رسول الله وما الدبيلة؟ قال " هي شهاب من نار تقع على نياط قلب أحدهم فيهلك " (4). وفي صحيح مسلم:
من طريق شعبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس بن عبادة. قال، قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا فيما كان من أمر علي أرأي رأيتموه أم شئ عهده إليكم رسول الله؟ فقال: ما عهد

(1) روى الخبر البيهقي في دلائله ج 5 / 256 - 258 مطولا باختلاف بسيط في بعض ألفاظه وتعابيره. ورواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي الطفيل، وابن سعد عن جبير بن مطعم والواقدي في مغازيه من طريق صالح بن كيسان.
(2) في الدلائل: سلمة، عن محمد بن إسحاق.
(3) الدبيلة: خراج أو دمل كبير يظهر في الجوف تقتل صاحبها غالبا.
(4) رواه البيهقي في دلائله ج 5 / 260 - 261.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سنة تسع من الهجرة 5
2 ذكر غزوة تبوك في رجب منها 5
3 فصل 8
4 فيمن تخلف معذورا من البكائين وغيرهم 8
5 فصل 10
6 مروره (ص) في ذهابه إلى تبوك بمساكن ثمود بالحجر 14
7 نخلة هناك 17
8 الصلاة على معاوية بن أبي معاوية 18
9 قدوم رسول قيصر إلى رسول الله (ص) بتبوك 19
10 مصاحبته (ع) ملك أيلة وأهل جرباء وأذرح قبل رجوعه من تبوك 21
11 بعثه (ع) خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة 21
12 فصل 23
13 قصة مسجد الضرار 26
14 ذكر أقوام تخلفوا من العصاة غير هؤلاء 32
15 ما كان من الحوادث بعد منصرفه من تبوك 33
16 قدوم وفد ثقيف على رسول الله (ص) 35
17 موت عبد الله بن أبي، قبحه الله 42
18 فصل 43
19 ذكر بعث رسول الله (ص) أبا بكر الصديق أميرا على الحج سنة تسع ونزول سورة براءة 44
20 فصل 47
21 كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله (ص) 49
22 حديث في فضل بني تميم 55
23 وفد بني عبد القيس 56
24 قصة تمامة ووفد بني حنيفة ومعهم مسيلمة الكذاب 59
25 وفد أهل نجران 63
26 وفد بني عامر وقصة عامر بن الطفيل واربد بن مقيس 68
27 قدوم ضمام بن ثعلبة وافدا على قومه 72
28 فصل 74
29 وفد طيء مع زيد الخيل رضي الله عنه 74
30 قصة عدي بن حاتم الطائي 75
31 قصة دوس والصقيل بن عمرو 80
32 قدوم الأشعريين وأهل اليمن 81
33 قصة عمان والبحرين 82
34 وفود فروة بن مسيك المرادي إلى الله (ص) 83
35 قدوم عمرو بن معد يكرب في أناس من زبيد 84
36 قدوم الأشعث بن قيس في وفد كندة 85
37 قدوم أعشى بن مازن على النبي (ص) 86
38 قدوم رسول ملوك حمير إلى رسول الله (ص) 88
39 قدوم جرير بن عبد الله البجلي وإسلامه 91
40 وفادة وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي بن هنيد أحد ملوك اليمن على رسول الله (ص) 93
41 وفادة لقيط بن عامر المنتفق أبي رزين العقيلي إلى رسول الله (ص) 94
42 وفادة زياد بن الحارث رضي الله عنه 97
43 وفادة الحارث بن حسان البكري إلى رسول الله (ص) 99
44 وفادة عبد الرحمن بن أبي عقيل مع قومه 99
45 قدوم طارق بن عبد الله وأصحابه 100
46 قدوم وافد فروة بن عمرو الجذامي صاحب بلاد معان 101
47 قدوم تميم الداري على رسول الله (ص) 101
48 في خروج النبي (ص) وإيمان من آمن به 102
49 وفد بني أسد 102
50 وفد بني عبس 103
51 وفد بني فزارة 103
52 وفد بني مرة 103
53 وفد بني ثعلبة 104
54 وفد بني محارب 104
55 وفد بني كلاب 104
56 وفد بني رؤاس من كلاب 105
57 وفد بني عقيل بن كعب 105
58 وفد بني قشير بن كعب 105
59 وفد بني البكاء 105
60 وفد كنانة 106
61 وفد أشجع 106
62 وفد باهلة 106
63 وفد بني سليم 107
64 وفد بني هلال بن عامر 107
65 وفد بني بكر بن وائل 108
66 وفد بني تغلب 108
67 وفادات أهل اليمن 108
68 وفد تجيب 108
69 وفد خولان 108
70 وفد جعفي 109
71 في قدوم وفد الأزد على رسول الله (ص) 109
72 ثم ذكر: وفد كندة 110
73 وفد الصدف 110
74 وفد خشين 110
75 وفد بني سعد 110
76 وفد السباع 111
77 فصل 112
78 سنة عشره من الهجرة 114
79 باب بعث رسول الله خالد بن الوليد 114
80 بعث رسول الله (ص) الأمراء إلى أهل اليمن 115
81 باب بعث رسول الله (ص) علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع 120
82 كتاب حجة الوداع في سنة عشر ويقال لها حجة البلاغ وحجة الإسلام وحجة الوداع 125
83 باب 126
84 باب 127
85 خروجه (ع) من المدينة لحجة الوداع بعد ما استعمل عليها أبا دجانة سماك بن حرشة الساعدي ويقال سباع بن عرفطة الغفاري 127
86 باب 129
87 صفة خروجه (ع) من المدينة إلى مكة للحج 129
88 باب 134
89 بيان الموضع الذي أهل منه (ع) واختلاف الناقلين لذلك وترجيح الحق في ذلك 134
90 باب 138
91 بسط البيان لما أحرم به (ع) في حجته هذه الأفراد والتمتع أو القران 138
92 ذكر ما قاله أنه (ص) حج متمتعا 141
93 ذكر حجة من ذهب إلى أنه (ع) كان قارنا 145
94 فصل 157
95 فصل 158
96 ذكر تلبية رسول الله (ص) 161
97 فصل 164
98 ذكر الأماكن التي صلى فيها (ص) وهو ذاهب من المدينة إلى مكة في عمرته وحجته 167
99 باب 169
100 دخول النبي (ص) إلى مكة شرفها الله عز وجل 169
101 صفة طوافه صلوات الله وسلامه عليه 171
102 ذكر رمله عليه الصلاة والسلام في طوافه واضطباعه 174
103 ذكر طوافه (ص) بين الصفا والمروة 178
104 فصل 183
105 فصل 184
106 فصل 185
107 فصل 185
108 فصل 186
109 فصل 192
110 ذكر ما نزل على رسول الله من الوحي في هذا الموقف 195
111 ذكر افاضته (ع) من عرفات إلى المشعر الحرام 195
112 فصل 199
113 ذكر تلبيته (ع) بالمزدلفة 202
114 فصل 202
115 ذكر رميه (ع) جمرة العقبة وحدها يوم النحر وكيف رماها ومتى رماها ومن أي موضع رماها وبكم رماها وقطعه التلبية حين رماها 204
116 فصل 206
117 صفة حلقه رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم 207
118 فصل 208
119 ذكر إفاضته (ص) إلى البيت العتيق 209
120 فصل 212
121 فصل 212
122 فصل 213
123 فصل 218
124 فصل 220
125 حديث الرسول (ص) يزور البيت كل ليلة من ليالي منى 222
126 فصل 222
127 فصل 226
128 فصل 227
129 سنة إحدى عشرة من الهجرة 233
130 فصل 234
131 في الآيات والأحاديث المنذرة بوفاة رسول الله (ص) وكيف ابتدئ رسول الله (ص) بمرضه الذي مات فيه 234
132 ذكر أمره (ع) أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالصحابة أجمعين 252
133 إحتضاره ووفاته (ع) 257
134 فصل 257
135 في ذكر أمور مهمة وقعت بعد وفاته (ص) وقبل دفنه 264
136 قصة سقيفة بني ساعدة 265
137 اعتراف سعد بن عبادة بصحة ما قاله الصديق يوم السقيفة 268
138 فصل 270
139 فصل 275
140 في ذكر الوقت الذي توفي فيه 275
141 صفة غسله (ع) كيفية الصلاة عليه (ص) 280
142 صفة كفنه عليه الصلاة والسلام 283
143 كيفية الصلاة عليه (ص) 285
144 صفة دفنه عليه (ع) وأين دفن 286
145 آخر الناس به عهدا عليه الصلاة والسلام 290
146 متى وقع دفنه عليه الصلاة والسلام 291
147 صفة قبره عليه الصلاة والسلام 293
148 النبي (ص) 293
149 أبو بكر رضي الله عنه 293
150 عمر رضي الله عنه 293
151 ما أصاب المسلمين من المصيبة بوفاته (ص) 294
152 ما ورد من التعزية به عليه الصلاة والسلام 297
153 فصل 299
154 فيما روي من معرفة أهل الكتاب بيوم وفاته (ص) 299
155 فصل 300
156 فصل 301
157 باب 303
158 باب 306
159 بيان أنه (ع) قال لا نورث 306
160 بيان رواية الجماعة لما رواه الصديق وموافقتهم على ذلك 308
161 فصل 311
162 فصل 312
163 زوجاته صلوات الله وسلامه عليه وأولاده (ص) 312
164 فصل 322
165 فيمن خطبها (ع) ولم يعقد عليها 322
166 فصل 324
167 في ذكر سراريه (ع) 324
168 فصل 328
169 في ذكر أولاده عليه الصلاة والسلام 328
170 باب 332
171 ذكر عبيده عليه الصلاة والسلام وخدمه وكتابه وأمنائه 332
172 وأما إماؤه (ع) 346
173 فصل 353
174 وأما خدامه (ص) الذين خدموه من الصحابة من غير مواليه فمنهم انس بن مالك 353
175 فصل 361
176 أما كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهم أجمعين 361
177 فصل 377