قبلتك ثم دنا فقبله. فهذا السياق يقتضي أنه قال ما قال ثم قبله بعد ذلك، بخلاف سياق صاحبي الصحيح فالله أعلم. وقال أحمد: ثنا وكيع ويحيى واللفظ لوكيع عن هشام، عن أبيه:
أن عمر بن الخطاب أتى الحجر فقال: إني لاعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك وقال ثم قبله. وهذا منقطع بين عروة بن الزبير وبين عمر. وقال البخاري أيضا: ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، أخبرني زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال للركن: أما والله إني لاعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استلمك ما استلمتك فاستلمه. ثم قال: وما لنا والرمل إنما كنا راءينا به المشركين ولقد أهلكهم الله. ثم قال: شئ صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نحب أن نتركه. وهذا يدل على أن الاستلام تأخر عن القول. وقال البخاري: ثنا أحمد بن سنان، ثنا يزيد بن هارون، ثنا ورقاء، ثنا زيد بن أسلم عن أبيه. قال: رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر وقال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. وقال مسلم بن الحجاج: ثنا حرملة، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس هو - ابن يزيد الأيلي - وعمرو - هو - ابن دينار. وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي، أنبأنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن ابن شهاب، عن سالم: أن أباه حديثه أنه قال: قبل عمر بن الخطاب الحجر. ثم قال: أما والله لقد علمت أنك حجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. زاد هارون في روايته قال عمرو وحدثني بمثلها زيد بن أسلم عن أبيه أسلم - يعني - عن عمر به. وهذا صريح في أن التقبيل يقدم على القول. فالله أعلم. وقال الإمام أحمد : ثنا عبد الرزاق: أنبأنا عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن عمر قبل الحجر. ثم قال:
قد علمت أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك. هكذا رواه الإمام أحمد.
وقد أخرجه مسلم في صحيحه عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر أن عمر قبل الحجر وقال، إني لأقبلك وأني لاعلم أنك حجر، ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك. ثم قال مسلم: ثنا خلف بن هشام والمقدمي وأبو كامل وقتيبة كلهم عن حماد. قال خلف: ثنا حماد بن زيد، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس. قال:
رأيت الأصلع - يعني - عمر يقبل الحجر ويقول: والله إني لأقبلك وإني لاعلم أنك حجر، وأنك لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. وفي رواية المقدمي وأبي كامل: رأيت الأصلع وهذا من أفراد مسلم دون البخاري. وقد رواه الإمام أحمد عن أبي معاوية، عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس به. ورواه أحمد أيضا عن غندر عن شعبة، عن عاصم الأحول به. وقال الإمام أحمد: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان عن إبراهيم بن عبد الاعلى، عن سويد بن غفلة قال: رأيت عمر يقبل الحجر ويقول: إني لاعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولكني رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بك حفيا. ثم رواه أحمد عن وكيع عن سفيان الثوري به. وزاد فقبله والتزمه. وهكذا رواه مسلم من حديث عبد الرحمن بن مهدي بلا