قالا، ثنا شعبة، عن حميد بن هلال سمعت مطرفا قال: قال لي عمران بن حصين: إني محدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع بين حجته وعمرته، ثم لم ينه عنه حتى مات، ولم ينزل قرآن فيه يحرمه، وأنه كان يسلم علي فلما اكتويت أمسك عني فلما تركته عاد إلي.
وقد رواه مسلم عن محمد بن المثنى، ومحمد بن يسار، عن غندر عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه، والنسائي عن محمد بن عبد الاعلى، عن خالد بن الحارث ثلاثتهم عن شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرف عن عمران به. ورواه مسلم: من حديث شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن الحصين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين حج وعمرة الحديث. قال الحافظ أبو الحسن الدارقطني، حديث شعبة، عن حميد بن هلال، عن مطرف صحيح، وأما حديثه عن قتادة عن مطرف فإنما رواه عن شعبة كذلك بقية بن الوليد. وقد رواه غندر وغيره عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة. قلت: وقد رواه أيضا النسائي في سننه: عن عمرو بن علي الفلاس، عن خالد بن الحارث عن شعبة، وفي نسخة عن سعيد بدل شعبة عن قتادة عن مطرف، عن عمران بن الحصين فذكره. والله أعلم. وثبت في الصحيحين: من حديث همام، عن قتادة، عن مطرف عن عمران بن الحصين قال: تمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم ينزل قرآن يحرمه، ولم ينه عنها حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواية الهرماس بن زياد الباهلي: قال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن عمران بن علي أبو محمد من أهل الري وكان أصله أصبهاني، حدثنا يحيى بن الضريس. حدثنا عكرمة بن عمار، عن الهرماس. قال: كنت ردف أبي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على بعير وهو يقول: " لبيك بحجة وعمرة معا " وهذا على شرط السنن ولم يخرجوه.
رواية حفصة بنت عمر أم المؤمنين رضي الله عنها. قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر عن حفصة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: مالك لم تحل من عمرتك؟
قال: " إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر " وقد أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك وعبيد الله بن عمر زاد البخاري وموسى بن عقبة زاد مسلم وابن جريج كلهم عن نافع عن ابن عمر به. وفي لفظهما أنها قالت: يا رسول الله ما شأن الناس حلوا من العمرة ولم تحل أنت من عمرتك؟ فقال: " إني قلدت هديي ولبدت (1) رأسي فلا أحل حتى أنحر " وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا شعيب بن أبي حمزة. قال قال نافع: كان عبد الله بن عمر يقول: أخبرتنا حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أزواجه أن يحللن عام حجة الوداع. فقالت له فلانة: ما يمنعك أن تحل. قال: " إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلست أحل حتى أنحر هديي " وقال أحمد