الموفق على عامة ما كان سليمان بن جامع صاحب قائد الزنج غلب عليه من قرى كور دجلة كعبدسى ونحوها ذكر الخبر عن سبب غلبة أبى العباس على ذلك وما كان من أمره وأمر الزنج في تلك الناحية ذكر محمد بن الحسن أن محمد بن حماد حدثه أن الزنج لما دخلوا واسط وكان منهم بها ما قد ذكرناه قبل واتصل الخبر بذلك إلى أبى أحمد بن المتوكل ندب ابنه أبا العباس للشخوص إلى ناحية واسط لحرب الزنج فخف لذلك أبو العباس فلما حضر خروج أبى العباس ركب أبو أحمد إلى بستان موسى الهادي في شهر ربيع الآخر سنة 266 فعرض أصحاب أبي العباس ووقف على عدتهم فكان جميع الفرسان والرجالة عشرة آلاف رجل في أحسن زي وأجمل هيئة وأكمل عدة ومعهم الشذا والسميريات والمعابر للرجالة كل ذلك قد أحكمت صنعته فنهض أبو العباس من بستان الهادي وركب أبو أحمد مشيعا له حتى نزل الفرك ثم انصرف وأقام أبو العباس بالفرك أياما حتى تكاملت عدده وتلاحق أصحابه ثم رحل إلى المدائن وأقام بها أيضا ثم رحل إلى دير العاقول قال محمد بن حماد فحدثني أخي إسحاق بن حماد وإبراهيم بن محمد بن إسماعيل الهاشمي المعروف ببريه ومحمد بن شعيب الاشتيام في جماعة كثيرة ممن صحب أبا العباس في سفره دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا لما نزل أبو العباس دير العاقول ورد عليه كتاب نصير المعروف بأبي حمزة صاحب الشذا والسميريات وقد كان أمضاه على مقدمته يعلمه فيه أن سليمان بن جامع قد وافى في خيل ورجالة وشذوات وسميريات والجبائي يقدمه حتى نزل الجزيرة التي بحضرة بردودا وأن سليمان بن موسى الشعراني قد وافى نهر أبان برجاله وفرسان وسميريات فرحل أبو العباس حتى وافى جرجرايا ثم فم الصلح ثم ركب الظهر فسار حتى وافى الصلح ووجه طلائعه ليعرف الخبر فأتاه منهم من أخبره بموافاة القوم وجمعهم وجيشهم وأن أولهم بالصلح وآخرهم ببستان موسى بن بغا أسفل
(٥٤)