جماعة من أهل البأس منهم الحسن الدرهمي ومحمد بن كثير وكان على مقدمة يعقوب والمعروف بلبادة فأصابت يعقوب ثلاثة أسهم في حلقه ويديه ولم تزل الحرب بين الفريقين فيما قيل إلى آخر وقت صلاة العصر ثم وافى أبا أحمد الديراني ومحمد بن أوس واجتمع جميع من في عسكر أبى أحمد وقد ظهر من كثير ممن مع يعقوب كراهة القتال معه إذ رأوا السلطان قد حضر لقتاله فحملوا على يعقوب ومن قد ثبت معه للقتال فانهزم أصحاب يعقوب وثبت يعقوب في خاصة أصحابه حتى مضوا وفارقوا موضع الحرب * فذكر أنه أخذ من عسكره من الدواب والبغال أكثر من عشرة آلاف رأس ومن الدنانير والدراهم ما يكل عن حمله ومن جرب المسك أمر عظيم وتخلص محمد بن طاهر بن عبد الله وكان مثقلا بالحديد خلصه الذي كان موكلا به ثم أحضر محمد بن طاهر فخلع عليه على مرتبته وقرئ على الناس كتاب فيه ولم يزل الملعون المارق المسمى يعقوب بن الليث الصفار ينتحل الطاعة حتى أحدث الاحداث المنكرة من مصيره إلى صاحب خراسان وغلبته إياه عليها وتقلده الصلاة والاحداث بها ومصيره إلى فارس مرة بعد مرة واستيلائه على أموالها واقباله إلى باب أمير المؤمنين مظهر المسألة في أمور أجابه أمير المؤمنين منها ما لم يكن يستحقه استصلاحا له ودفعا بالتي هي أحسن فولاه خراسان والري وفارس وقزوين وزنجان والشرطة بمدينة السلام ومر بتكنيته في كتبه وأقطعه الضياع النفيسة فما زاده ذلك إلا طغيانا وبغيا فأمره بالرجوع فأبى فنهض أمير المؤمنين لدفع الملعون حين توسط الطريق بين مدينة السلام وواسط وأظهر يعقوب أعلاما على بعضها الصلبان فقدم أمير المؤمنين أخاه أبا أحمد الموفق بالله ولى عهد المسلمين في القلب ومعه أبو عمران موسى بن بغا في الميمنة وفى جناح الميمنة إبراهيم بن سيما وفى الميسرة أبو هاشم مسرور البلخي وفى جناح الميسرة الديراني فتسرع وأشياعه في المحاربة فحاربه حتى أثخن بالجراح وحتى انتزع أبو عبد الله محمد بن طاهر سالما من أيديهم وولوا منهزمين مجروحين مسلوبين وسلم الملعون كل ما حواه ملكه كتابا مؤرخا بيوم الثلاثاء لاحدى عشرة خلت من رجب * ثم رجع المعتمد إلى معسكره
(٢٣)