أنه يقول إنه لا يرضيه ما كتب إليه دون أن يصير إلى باب السلطان وارتحل يعقوب من عسكر مكرم فصار أبو الساج إليه فقبله وأكرمه ووصله ولما رجعت الرسل بما كان من جواب يعقوب عسكر المعتمد يوم السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة بالقائم بسامرا واستخلف على سامرا ابنه جعفرا وضم إليه محمد المولد ثم سار منهم يوم الثلاثاء لست خلون من جمادى الآخرة ووافى بغداد يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة فاشتقها حتى جازها وصار إلى الزعفرانية فنزلها وقدم أخاه أبا أحمد من الزعفرانية فسار يعقوب بجيشه من عسكر مكرم حتى صار من واسط على فرسخ فصادف هنالك بثقا قد بثقه مسرور البلخي من دجلة لئلا يقدر على جوازه فأقام عليه حتى سده وعبره وذلك لست بقين من جمادى الآخرة وصار إلى باذبين ثم وافى محمد بن كثير من قبل يعقوب عسكر مسرور البلخي فصار بإزائه فصار مسرور بعسكره إلى النعمانية ووافى يعقوب واسط فدخلها لست بقين من جمادى الآخرة وارتحل المعتمد من الزعفرانية يوم الخميس لليلة بقيت من جمادى الآخرة حتى صار إلى سيب بنى كوما فوافاه هنالك مسرور البلخي وكان مسير مسرور البلخي إليه في الجانب الغربي من دجلة فعبر إلى الجانب الذي فيه العسكر فأقام المعتمد بسيب بنى كوما أياما حتى اجتمعت إليه عساكره وزحف يعقوب من واسط إلى دير العاقول ثم زحف من دير العاقول نحو عسكر السلطان فأقام المعتمد بالسيب ومعه عبيد الله بن يحيى وأنهض أخاه أبا أحمد لحرب يعقوب فجعل أبو أحمد موسى بن بغا على ميمنته ومسرورا البلخي على ميسرته وصار هو في خاصته ونخبة رجاله في القلب والتقى العسكران يوم الأحد لليال خلون من رجب بموضع يقال له اضطربد بين سيب بنى كوما وديرا العاقول فشدت ميسرة يعقوب على ميمنة أبى أحمد فهزمتها وقتلت منها جماعة كثيرة منهم من قوادهم إبراهيم بن سيما التركي وطباغوا التركي ومحمد طغتا التركي والمعروف بالمبرقع المغربي وغيرهم ثم ثاب المنهزمون وسائر عسكر أبى أحمد ثابت فحملوا على يعقوب وأصحابه فثبتوا وحاربوا حربا شديدا وقتل من أصحاب يعقوب
(٢٢)