من مراكب البحر وأن أبا سعيد الجنابي أطلقه وخادما له (ولاحدى) عشرة خلت من شهر رمضان وافى العباس بن عمرو مدينة السلام وصار إلى دار المعتضد بالثريا فذكر أنه بقى عند الجنابي أياما بعد الوقعة ثم دعا به فقال له أتحب أن أطلقك قال نعم قال امض وعرف الذي وجه بك إلى ما رأيت وحمله على رواحل وضم إليه رجالا من أصحابه وحملهم ما يحتاجون إليه من الزاد والماء وأمر الرجال الذن؟؟
وجههم معه أن يؤدوه إلى مأمنه فساروا به حتى وصل إلى بعض السواحل فصادف به مركبا فحمله فصار إلى الأبلة فخلع عليه المعتضد وصرفه إلى منزله (وفى) يوم الخميس لاحدى عشرة خلت من شوال ارتحل المعتضد من مضربه بباب الشماسية في طلب وصيف خادم ابن أبي الساج وكتم ذلك وأظهر أنه يريد ناحية ديار مضر (وفى) يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت منه ورد الخبر فيما ذكر على السلطان أن القرامطة بالسواد من أهل جنبلاء وثبوا بواليهم بدر غلام الطائي فقتلوا من المسلمين جمعا فيهم النساء والصبيان وأحرقوا المنازل (ولأربع عشرة) خلت من ذي القعدة نزل المعتضد كنيسة السوداء في طلب وصيف الخادم فأقام بها يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء حتى تلاحق به الناس وأراد الرحيل في طريق المصيصة فأتته العيون أن الخادم يريد عين زربة فأحضر الركاضة الثغريين وأهل الخبرة فسألهم عن أقصد الطريق إلى عين زربة فقطعوا بن جيحان غداة الخميس لسبع عشرة خلت من ذي القعدة فقدم ابنه عليا ومعه الحسن بن علي كوره وأتبعه بجعفر بن سعر ثم اتبع جعفرا محمد بن كمشجور ثم اتبعه خاقان المفلحي ثم مونس الخادم ثم مونس الخازن ثم مضى في آثارهم مع غلمان الحجر ومربعين زربة وضرب له بها مضرب وخلف بها خفيفا السمرقندي مع سواده وسار هو قاصدا للخادم في أثر القواد فلما كان بعد صلاة العصر جاءته البشارات بأخذ الخادم ووافوا به المعتضد فسلمه إلى مونس الخادم وهو يومئذ صاحب شرطة العسكر وأمر ببذل الأمان لأصحاب الخادم والنداء في العسكر ببراءة الذمة ممن وجد في رحله شئ من نهب عسكر الخادم ولم يرده على أصحابه فرد الناس على كثير منهم