قال الله عز وجل " قاتلوا أئمة الكفر " فانتهوا معاشر الناس عما يسخط الله عليكم وراجعوا ما يرضيه عنكم وارضوا من الله بما اختار لكم والزموا ما أمركم به وجانبوا ما نهاكم عنه واتبعوا الصراط المستقيم والحجة البينة والسبل الواضحة وأهل بيت الرحمة الذين هداكم الله بهم بديئا واستنقذكم بهم من الجور والعدوان أخيرا وأصاركم إلى الخفض والامن والعز بدولتهم وشملكم الصلاح في أديانكم ومعايشكم في أيامهم والعنوا من لعنه الله ورسوله وفارقوا من لا تنالون القربة من الله إلا بمفارقته اللهم العن أبا سفيان بن حرب ومعاوية ابنه ويزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وولده اللهم العن أئمة الكفر وقادة الضلالة وأعداء الدين ومجاهدي الرسول ومغيري الاحكام ومبدلي الكتاب وسفاكي الدم الحرام اللهم إنا نتبرأ إليك من موالاة أعدائك ومن الإغماض لأهل معصيتك كما قلت " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله " يا أيها الناس اعرفوا الحق تعرفوا أهله وتأملوا سبل الضلالة تعرفوا سابلها فإنه انما يبين عن الناس أعمالهم ويلحقهم بالضلال والصلاح آباؤهم فلا يأخذكم في الله لومة لائم ولا يميلن بكم عن دين الله استهواء من يستهويكم وكيد من يكيدكم وطاعة من تخرجكم طاعته إلى معصية ربكم أيها الناس بنا هداكم الله ونحن المستحفظون فيكم أمر الله ونحن ورثة رسول الله والقائمون بدين الله فقفوا عندما نقفكم عليه وأنفذوا لما نأمركم به فإنكم ما أطعتم خلفاء الله وأئمة الهدى على سبيل الايمان والتقوى أمير المؤمنين يستعصم الله لكم ويسأله توفيقكم ويرغب إلى الله في هدايتكم لرشدكم وفى حفظ دينه عليكم حتى تلقوه به مستحقين طاعته مستحقين لرحمته والله حسب أمير المؤمنين فيكم وعليه توكله وبالله على ما قلده من أموركم استعانته ولا حول لأمير المؤمنين ولا قوة الا بالله والسلام عليكم وكتب أبو القاسم عبيد الله بن سليمان في سنة 284 (وذكر) أن عبيد الله بن سليمان أحضر يوسف بن يعقوب القاضي وأمره أن يعمل الحيلة في إبطال ما عزم عليه المعتضد فمضى يوسف بن يعقوب فكلم المعتضد في ذلك وقال له يا أمير المؤمنين إن أخاف أن تضطرب
(١٨٩)