موضع الانسان من الفراش وغطى على الثياب باللحاف وأمرني أن أقعد عند رجل الفراش وقال لي إذا جاء شفيع لينظر إلى ويقفل الباب فسألك عنى فقولي هو نائم وخرج أبو ليلى من البيت فاختفى في جوف فرش ومتاع في صفة فيها باب هذا البيت وجاء شفيع فنظر إلى الفراش وسأل الجارية فأخبرته أنه قد نام فأقفل الباب فلما نام الخادم ومن معه في الدار التي في القلعة خرج أبو ليلى فأخذ السيف من تحت فراش شفيع وشد عليه فقتله فوثب الغلمان الذين كانوا ينامون حوله فزعين فاعتزلهم أبو ليلى والسيف في يده وقال لهم أنا أبو ليلى قد قتلت شفيعا ولئن تقدم إلى منكم أحد لأقتلنه وأنتم آمنون فأخرجوا من الدار حتى أكلمكم بما أريد ففتحوا باب القلعة وخرجوا وجاء حتى قعد على باب القلعة واجتمع الناس ممن كان في القلعة فكلمهم ووعدهم الاحسان وأخذ عليهم الايمان فلما أصبح نزل من القلعة ووجه إلى الأكراد وأهل الزموم فجمعهم وأعطاهم وخرج مخالفا على السلطان وقيل إن قتله الخادم كان في ليلة السبت لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة من هذه السنة وقيل إنه ذبح الخادم ذبحا بسكين كان أدخلها إليه غلامه ثم أخذ السيف من تحت فراش الخادم وقام به إلى الغلمان (وفى هذه السنة) وهى سنة 284 كان المنجمون يوعدون الناس بغرق أكثر الأقاليم وأن إقليم بابل لا يسلم منه إلا اليسير وأن ذلك يكون بكثرة الأمطار وزيادة المياه في الأنهار والعيون والآبار فقحط الناس فيها فلم يروا فيها من المطر إلا اليسير وغارت المياه في الأنهار والعيون والآبار حتى احتاج الناس إلا الاستسقاء فاستسقوا ببغداد مرات (ولليلة) بقيت من ذي الحجة من هذه السنة كانت فيما ذكر وقعة بين عيسى النوشري وبين أبى ليلى بن عبد العزيز بن أبي دلف وذلك يوم الخميس دون أصبهان بفرسخين فأصاب أبا ليلى سهم في حلقه فيا ذكر فنحره فسقط عن دابته وانهزم أصحابه وأخذ رأسه فحمل إلى أصبهان (وحج بالناس) في هذه السنة محمد بن عبد الله بن داود الهاشمي المعروف بأترجة
(١٩٢)