العامة ويكون منها عند سماعها هذا الكتاب حركة فقال إن تحركت العامة أو نطقت وضعت سيفي فيها فقال يا أمير المؤمنين فما تصنع بالطالبين الذين هم في كل ناحية يخرجون ويميل إليهم كثير من الناس لقرابتهم من الرسول ومآثرهم وفى هذا الكتاب اطراؤهم أو كما قال وإذا سمع الناس هذا كانوا إليهم أميل وكانوا في أبسط ألسنة وأثبت حجة منهم اليوم فأمسك المعتضد فلم يرد عليه جوابا ولم يأمر في الكتاب بعده بشئ (وفى) يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من رجب منها شخص جعفر ابن بغلا غزا إلى عمرو بن الليث الصفار وهو بنيسابور بخلع ولواء لولايته على الري وهدايا من قبل المعتضد (وفى هذه السنة) لحق بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف بمحمد بن زيد العلوي بطبرستان فأقام بدر وعبيد الله بن سليمان ينتظران أمر بكر إلى ما يؤول وعلى إصلاح الجبل (وفيها) فيما ذكر فتحت من بلاد الروم قرة على يد راغب مولى الموفق وابن كلوب وذلك في يوم الجمعة من رجب (وفى) ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة خلت من شعبان أو ليلة الخميس فيما ذكر ظهر شخص انسان في يده سيف في دار المعتضد بالثريا فمضى إليه بعض الخدم لينظر ما هو فضربه الشخص بالسيف ضربة قطع بها منطقته ووصل السيف إلى بدن الخادم ورجع الخادم منصرفا عنه هاربا ودخل الشخص في زرع في البستان فتوارى فيه فطلب باقي ليلته ومن غد فلم يوقف له على أثر فاستوحش المعتضد لذلك وكثر الناس في أمره رجما بالظنون حتى قالوا إنه من الجن ثم عاد هذا الشخص للظهور بعد ذلك مرارا كثيرة حتى وكل المعتضد بسور داره وأحكم السور ورأسه وجعل عليه كالبرابخ لئلا يقع عليه الكلاب إن رمى به وجئ باللصوص من الحبس ونوظروا في ذلك وهل يمكن أحد الدخول إليه بنقب أو تسلق * وفى يوم السبت لثمان بقين من شعبان من هذه السنة وجه كرامة بن مر من الكوفة بقوم مقيدين ذكر أنهم من القرامطة فأقروا على أبى هاشم بن صدقة الكاتب أنه كان يكاتبهم وأنه أحد رؤسائهم فقبض على أبى هاشم وقيد وحبس في المطامير * وفى يوم السبت لسبع خلون من شهر رمضان من هذه السنة جمع المجانين والمعزمون بهم إلى دار المعتضد
(١٩٠)