سار حتى التقيا على بزاخة وبنو عامر على سادتهم وقادتهم قريبا يستمعون ويتربصون على من تكون الدبرة (قال هشام) عن أبي مخنف حدثني سعد ابن مجاهد أنه سمع أشياخا من قومه يقولون سألنا خالدا أن نكفيه قيسا فان بنى أسد حلفاؤنا فقال والله ما قيس بأوهن الشوكتين اصمدوا إلى أي القبلتين أحببتم فقال عدى لو ترك هذا الدين أسرتي الأدنى فالأدنى من قومي لجاهدتهم عليه فأنا أمتنع من جهاد بنى أسد لحلفهم لا لعمر الله لا أفعل فقال له خالد إن جهاد الفريقين جميعا جهاد لا تخالف رأى أصحابك امض إلى أحد الفريقين وامض بهم إلى القوم الذين هم لقتالهم أنشط (قال هشام) عن أبي مخنف فحدثني عبد السلام بن سويد أن خيل طيئ كانت تلقى خيل بنى أسد وفزارة قبل قدوم خالد عليهم فيتشاتمون ولا يقتتلون فتقول أسد وفزارة لا والله لا نبايع أبا الفصيل أبدا فتقول لهم خيل طيئ أشهد ليقاتلنكم حتى تكنوه أبا الفحل الأكبر * فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال حدثت أن الناس لما اقتتلوا قاتل عيينة مع طليحة في سبعمائة من بنى فزارة قتالا شديدا وطليحة متلفف في كساء له بفناء بيت له من شعر يتنبأ لهم والناس يقتتلون فلما هزت عيينة الحرب وضرس القتال كر على طليحة فقال هل جاءك جبريل بعد قال لا قال فرجع فقاتل حتى إذا ضرس القتال وهزته الحرب كر عليه فقال لا أبا لك أجاءك جبريل بعد قال لا والله قال يقول عيينة حلفا حتى متى قد والله بلغ منا قال ثم رجع فقاتل حتى إذا بلغ كر عليه فقال هل جاءك جبريل بعد قال نعم قال فماذا قال لك قال قال لي إن لك رحا كرحاه وحديثا لا تنساه قال يقول عيينة أظن أن قد علم الله أنه سيكون حديث لا تنساه يا بنى فزارة هكذا فانصرفوا فهذا والله كذاب فانصرفوا وانهزم الناس فغشوا طليحة يقولون ماذا تأمرنا وقد كان أعد فرسه عنده وهيأ بعيرا لامرأته النوار فلما أن غشوه يقولون ماذا تأمرنا قام فوثب على فرسه وحمل امرأته ثم نجا بها وقال من استطاع منكم أن يفعل مثل ما فعلت وينجو بأهله فليفعل ثم سلك الحوشية حتى
(٤٨٥)