خير ثقيف حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلى فمر به نفر من الجن الذين ذكر الله عز وجل * قال محمد بن إسحاق وهم فيما ذكر لي سبعة نفر من جن أهل نصيبين اليمن فاستمعوا له فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا فقص الله عز وجل خبرهم عليه (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن - إلى قوله - ويجركم من عذاب أليم) وقال (قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن) إلى آخر القصة من خبرهم في هذه السورة قال محمد وتسمية النفر من الجن الذين استمعوا الوحي فيما بلغني حسا ومسا وشاصر وناصر وأينا الأردواينين والأحقم قال ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقومه أشد ما كانوا عليه من خلافه وفراق دينه إلا قليلا مستضعفين ممن آمن به وذكر بعضهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الطائف مريدا مكة به بعض أهل مكة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أنت مبلغ عنى رسالة أرسلك بها قال نعم قال فأتاه الأخنس بن شريق فقل له يقول لك محمد هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالة ربى قال فأتاه فقال له ذلك فقال الأخنس إن الحليف لا يجير على الصريح قال فأتى النبي صلى الله على وسلم فأخبره قال تعود قال نعم قال ائت سهيل بن عمرو فقل له أن محمدا يقول لك هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالات ربى فأتاه فقال له ذلك قال فقال إن بنى عامر بن لؤي لا تجير على بنى كعب قال فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره قال تعود قال نعم قال ائت المطعم ابن عدي فقل له إن محمدا يقول لك هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالات ربى قال نعم فليدخل قال فرجع الرجل إليه فأخبره وأصبح المطعم بن عدي قد لبس سلاحه هو وبنوه وبنو أخيه فدخلوا المسجد فلما رآه أبو جهل قال أمجير أم متابع قال بل مجير قال فقال قد أجرنا من أجرت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وأقام بها فدخل يوما المسجد الحرام والمشركون عند الكعبة فلما رآه أبو جهل قال هذا نبيكم يا بنى عبد مناف قال عتبة بن ربيعة وما تنكر أن يكون منا نبي أو ملك فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أو سمعه فأتاهم فقال أما أنت يا عتبة بن ربيعة
(٨٢)