أتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها مالك لا تعرضين على اليوم ما كنت عرضت علي بالأمس فقالت له فارقك النور الذي كان معك بالأمس فليس لي بك اليوم حاجة وقد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل وكان قد تنصر واتبع الكتب حتى أدرك فكان فيما طلب من ذلك أنه كائن لهذه الأمة نبي من بنى إسماعيل * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار أنه حدث ان عبد الله انما دخل على امرأة كانت له مع آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة وقد عمل في طين له وبه آثار من الطين فدعاها إلى نفسه فأبطأت عليه لما رأت به من آثار الطين فخرج عنها فتوضأ وغسل عنه ما كان به من ذلك وعمد إلى آمنة فدخل عليها فأصابها فحملت بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم مر بامرأته تلك فقال هل لك فقالت لا مررت بي وبين عينيك غرة فدعوتني فأبيت ودخلت على آمنة فذهبت بها فزعموا أن امرأته تلك كانت تحدث أنه مر بها وبين عينيه مثل غرة الفرس قالت فدعوته رجاء أن يكون بي فأبى على ودخل على آمنة بنت وهب فأصابها فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثني علي بن حرب الموصلي قال حدثنا محمد بن عمارة القرشي قال حدثنا الزنجي بن خالد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال لها خرج عبد المطلب بعبد الله ليزوجه مر به على كاهنة من خثعم يقال له فاطمة بنت مر متهودة من أهل تبالة قد قرأت الكتب فرأت في وجهه نورا فقالت له يا فتى هل لك أن تقع على الآن وأعطيك مائة من الإبل فقال:
أما الحرام فالممات دونه * والحل لا حل فأستبينه فكيف بالامر الذي تبغينه ثم قال أنا مع أبي ولا أقدر أن أفارقه فمضى به فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فأقام عندها ثلاثا ثم انصرف فمر بالخثعمية فدعته نفسه إلى ما دعته إليه فقال لها هل لك فيما كنت أردت فقالت يا فتى إني والله ما أنا بصاحبة ريبة ولكني رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون في وأبى الله إلا أن يجعله