أصحابه حين واروه حتى قدموا أرض بنى عامر فلما قدموا أتاهم قومهم فقالوا ما وراءك يا أربد قال لا شئ والله لقد دعانا إلى عبادة شئ لوددت أنه عندي الآن فأرميه بنبلي هذه حتى أقتله فخرج بعد مقالته هذه بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما وكان أربد بن قيس أخا لبيد بن ربيعة لامه وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد طيئ فيهم زيد الخيل وهو سيدهم فلما انتهوا إليه كلموه وعرض عليهم رسول الله الاسلام فأسلموا فحسن إسلامهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن رجال من طيئ ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا ما كان من زيد الخيل فإنه لم يبلغ فيه كل ما فيه ثم سماه زيد الخير وقطع له فيدا وأرضين معه وكتب له بذلك فخرج من عند رسول الله راجعا إلى قومه فقال رسول الله إن ينج زيد من حمى المدينة سماها رسول الله غير الحمى وغير أم ملدم فلم يثبته فلما انتهى من بلاد نجد إلى ماء من مياهه يقال له فردة أصابته الحمى فمات بها فلما أحس بالموت زيد قال أمر تحل قومي المشارق غدوة * وأترك في بيت بفردة منجد ألا رب يوم لو مرضت لعادني * عوائد من لم يبر منهن يجهد فلما مات عمدت امرأته إلى ما كان معها من كتبه التي قطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم فحرقتها بالنار وفى هذه السنة كتب مسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى أنه أشرك معه في النبوة * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال كان مسيلمة بن حبيب الكذاب كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك فانى قد أشركت في الامر معك وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض ولكن قريشا قوم يعتدون فقدم عليه رسولان بهذا الكتاب * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن شيخ من أشجع (قال ابن حميد) أما علي بن مجاهد فيقول عن أبي مالك الأشجعي عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي عن أبيه نعيم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(٣٩٩)