بعضهم لبعض أتحسبون قتال بنى الأصفر كقتال غيرهم والله لكأني بكم غدا مقرنين في الحبال إرجافا وترهيبا للمؤمنين فقال مخشى بن حمير والله لوددت انى أقاضي على أن يضرب كل رجل منا مائة جلدة وانا ننفلت ان ينزل الله فينا قرآنا لمقالتكم هذه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني لعمار بن ياسر أدرك القوم فإنهم قد اخترقوا فسلهم عما قالوا فان أنكروا فقل بلى قد قلتم كذا وكذا فانطلق إليهم عمار فقال لهم ذلك فأتوا رسول الله يعتذرون إليه فقال وديعة بن ثابت ورسول الله واقف على ناقته فجعل يقول وهو آخذ بحقبها يا رسول الله كنا نخوض ونلعب فأنزل الله عز وجل فيهم (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) وقال مخشى بن حمير يا رسول الله قعد بي اسمى واسم أبى فكان الذي عفى عنه في هذه الآية مخشى بن حمير فسمى عبد الرحمن وسأل الله ان يقتله شهيدا الا يعلم مكانه فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له أثر فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك أتاه يحنه بن رؤبة صاحب أيلة فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه الجزية وأهل جرباء وأذرح فأعطوه الجزية وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل كتابا فهو عندهم ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خالد بن الوليد فبعثه إلى أكيدر دومة وهو أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة كان ملكا عليها وكان نصرانيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد انك ستجده يصيد البقر فخرج خالد بن الوليد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين وفى ليلة مقمرة صائفة وهو على سطح له ومعه امرأته فباتت البقر تحك بقرونها باب القصر فقالت امرأته هل رأيت مثل هذا قط قال لا والله قالت فمن يترك هذا قال لا أحد فنزل فأمر بفرسه فأسرج له وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان فركب وخرجوا معه بمطاردهم فلما خرجوا تلقتهم خيل رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فأخذته وقتلوا أخاه حسان وقد كان عليه قباء له من ديباج مخوص بالذهب فاستلبه خالد فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدومه عليه * حدثنا ابن حميد قال
(٣٧٢)