نيلاط: آخره طاء مهملة، هو الذي قبله بعينه وهو اسمها القديم.
النيل: بكسر أوله، بلفظ النيل الذي تصبغ به الثياب، في مواضع: أحدها بليدة في سواد الكوفة قرب حلة بني مزيد يخترقها خليج كبير يتخلج من الفرات الكبير حفره الحجاج بن يوسف وسماه بنيل مصر، وقيل:
إن النيل هذا يستمد من صراة جاماسب، ينسب إليه خالد بن دينار النيلي أبو الوليد الشيباني، كان يسكن النيل، حدث عن الحسن العكلي وسالم بن عبد الله ومعاوية بن قرة، روى عنه الثوري وغيره، وقال محمد بن خليفة السنبسي شاعر بني مزيد يمدح دبيسا بقصيدة مطلعها:
قالوا هجرت بلاد النيل وانقطعت * حبال وصلك عنها بعد إعلاق فقلت: إني وقد أقوت منازلها * بعد ابن مزيد من وفد وطراق فمن يكن نائتا؟ ى زيارتها * على البعاد فإني غير مشتاق وكيف أشتاق أرضا لا صديق بها * إلا رسوم عظام تحت أطباق؟
وإياه عني أيضا مرجا بن نباه بقوله:
قصدتكم أرجو نواله أكفكم، * فعدت وكفي من نوالكم صفر فلما أتيت النيل أيقنت بالغني * ونيل المنى منكم فلاحقني الفقر والنيل أيضا: نهر من أنهار الرقة حفره الرشيد على ضفة نيل الرقة، والبليخ: نهر دير زكى، ولذلك قال الصنوبري:
كأن عناق نهري دير زكى، * إذا اعتنقا، عناق متيمين وقت ذاك البليخ يد الليالي * وذاك النيل من متجاورين وأما نيل مصر فقال حمزة: هو تعريب نيلوس من الرومية، قال القضاعي: ومن عجائب مصر النيل جعله الله لها سقيا يزرع عليه ويستغني به عن مياه المطر في أيام القيظ إذا نضبت المياه من سائر الأنهار فيبعث الله في أيام المد الريح الشمال فيغلب عليه البحر الملح فيصير كالسكر له حتى يربو ويم الربى والعوالي ويجري في الخلج والمساقي فإذا بلغ الحد الذي هو تمام الري وحضر زمان الحرث والزراعة بعث الله الريح الجنوب فكبسته وأجرته إلى البحر الملح وانتفع الناس بالزراعة مما يروي من الأرض، وأجمع أهل العلم أنه ليس في الدنيا نهر أطول من النيل لان مسيرته شهر في الاسلام وشهران في بلاد النوبة وأربعة أشهر في الخراب حيث لا عمارة فيها إلا أن يخرج في بلاد القمر خلف خط الاستواء، وليس في الدنيا نصر يصب من الجنوب إلى الشمال إلا هو، ويمتد في أشد ما يكون من الحر حين تنقص أنهار الدنيا، ويزيد بترتيب وينقص بترتيب بخلاف سائر الأنهار، فإذا زادت الأنهار في سائر الدنيا نقص وإذا نقصت زاد نهاية وزيادة، وزيادته في أيام نقص غيره، وليس في الدنيا نهر يزرع عليه ما يزرع على النيل ولا يجئ من خراج نهر ما يجئ من خراج ما يسقيه النيل، وقد روي عن عمرو بن العاص أنه قال: إن نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر بين المشرق والمغرب أن يمد له وذلله له فإذا أراد الله تعالى أن يجري نيل مصر أمر الله تعالى كل نهر أن يمده بمائه وفجر الله تعالى له الأرض عيونا وانتهى جريه إلى ما أراد