فإن قالوا: إنهم عالمون بأنهم مكلفون، سيما بالعبادات والواجبات المعلومة بالضرورة، ولا شك في أن التكليف: عبارة عن اشتغال ذمتهم، ولا شك في أن شغل الذمة يستدعي البراءة، والخروج عن العهدة، ولا يتحقق ذلك إلا بإتيان ما كلفوا به، ولا يمكن ذلك إلا بمعرفته، وبعد المعرفة يخرجون عن الجهل وعن محل النزاع.
والقول: بأن كل توهم يكون معرفة، وكذا تقليد كل جاهل - مما لا يصح أن يصدر عن عاقل.