وهناك ثلاث مناهج أخرى هامة ساهمت في تطوير المنهجية الحديثة لعلم الأصول لا أتحدث عنها رغم أهميتها إيثارا للاختصار وهي:
1 - منهجية المحقق النائيني (رحمه الله).
2 - منهجية استاذنا المحقق الخوئي (رحمه الله).
ولعل الله تعالى يوفقني لدراسة هذه المناهج جميعا وبيان نقاط الضعف والقوة في كل منها، وطرح منهج عام لعلم الأصول من خلال هذه المحاولات مستفيدا من كل هذه التجارب، مسددا ومكملا بعضها ببعض.
وإليك الآن شرحا موجزا للمناهج الثلاثة المتقدمة:
منهج الشيخ الأنصاري (رحمه الله):
يقول الشيخ الأنصاري (رحمه الله) في بداية كتاب " فرائد الأصول ":
اعلم أن المكلف إذا التفت إلى حكم شرعي فأما أن يحصل له الشك فيه أو القطع أو الظن، فإن حصل له الشك فالمرجع فيه القواعد الشرعية الثابتة للشاك في مقام العمل، وتسمى بالأصول العملية، وهي منحصرة في الأربعة لأن الشك إما أن يلاحظ فيه الحالة السابقة أم لا.
وعلى الثاني فإما أن يمكن الاحتياط أم لا.
وعلى الأول فإما أن يكون الشك في التكليف أو المكلف به.
فالأول مجرى الاستصحاب.
والثاني مجرى التخيير.
والثالث مجرى أصالة البراءة.
والرابع مجرى قاعدة الاحتياط.
وبعبارة أخرى: الشك إما أن يلاحظ فيه الحالة السابقة أو لا.
فالأول مجرى الاستصحاب.
والثاني إما أن يمكن الاحتياط فيه أو لا.
فالأول مجرى قاعدة الاحتياط.