تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٧
عنه فاعتزلوا جميعا غير رجلين ثم قال يا ارض خذيهم فأخذتهم إلى الركب ثم قال خذيهم فأخذتهم إلى الأوساط ثم قال خذيهم فأخذتهم إلى الأعناق وهم يناشدونه عليه الصلاة والسلام بالله تعالى وبالرحم وهو لا يلتفت إليهم لشدة غيظه ثم قال خذيهم فانطبقت عليهم فأصبحت بنو إسرائيل يتناجون بينهم انما دعا عليه موسى عليه الصلاة والسلام ليستبد بداره وكنوزه فدعا الله تعالى حتى خسف بداره وأمواله «فما كان له من فئة» جماعة مشفقة «ينصرونه من دون الله» بدفع العذاب عنه «وما كان من المنتصرين» أي الممتنعين منه بوجه من الوجوه يقال نصره من عدوه فانتصر أي منعه فامتنع «وأصبح الذين تمنوا مكانه» منزلته «بالأمس» منذ زمان قريب «يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر» أي يفعل كل واحد من البسط والقدر بمحض مشيئته لا لكرامة توجب البسط ولا لهوان يقتضى القبض وويكأن عند البصريين مركب من وى للتعجيب وكان للتشبيه والمعنى ما أشبه الامر ان الله يبسط الخ وعند الكوفيين من ويك بمعنى ويلك وان وتقديره ويك اعلم ان الله وانما يستعمل عند التنبه على الخطأ والتندم والمعنى انهم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وتندموا على ذلك «لولا أن من الله علينا» بعدم اعطائه إيانا ما تمنيناه وإعطائنا مثل ما أعطاه إياه وقرئ لولا من الله علينا «لخسف بنا» كما خسف به وقرئ لخسف بنا على البناء للمفعول وبنا هو القائم مقام الفاعل وقرئ لا تخسف بنا كقولك انقطع به وقرئ لتخسف بنا «ويكأنه لا يفلح الكافرون» لنعمة الله تعالى أو المكذبون برسله وبما وعدوا من ثواب الآخرة «تلك الدار الآخرة» إشارة تعظيم وتفخيم كأنه قيل تلك التي سمعت خبرها وبلغك وصفها «نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض» أي غلبة وتسلطا «ولا فسادا» أي ظلما وعدوانا على العباد كدأب فرعون وقارون وفي تعليق الموعد بترك ارادتهما لا بترك أنفسهما مزيد تحذير منهما وعن على رضى الله عنه ان الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها «والعاقبة» الحميدة «للمتقين» أي الذين يتقون مالا يرضاه الله تعالى من الافعال والأقوال «من جاء بالحسنة فله» بمقابلتها «خير منها» ذاتا ووصفا وقدرا «ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات» وضع فيه الموصول والظاهر موضع الضمير لتهجين حالهم بتكرير اسناد السيئة إليهم «إلا ما كانوا يعملون» أي الا مثل ما كانوا يعملون فحذف المثل وأقيم مقامه ما كانوا يعملون مبالغة في المماثلة
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283