ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم فسمعوا وأطاعوا فأنزل الله في أوس وجبار ومن كان معهما: * (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أتوا الكتاب) * الآية وفي شاس بن قيس: * (يا أهل الكتاب لم تصدون) * الآية.
قوله تعالى: * (ليسوا سواء) * [113] الآية. أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مندة في الصحابة عن ابن عباس قال: لما أسلم عبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبد ومن أسلم من يهود معهم فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الاسلام قالت أحبار اليهود وأهل الكفر منهم: ما آمن بمحمد واتبعه إلا شرارنا ولو كانوا خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره فأنزل الله في ذلك: * (ليسوا سواء من أهل الكتاب) * الآية.
وأخرج أحمد وغيره عن ابن مسعود قال: أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال: أما أنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم وأنزلت هذه الآية: * (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة) * حتى بلغ: * (والله عليم بالمتقين) * [115].
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا) * [118] أخرج ابن جرير وابن إسحاق عن ابن عباس قال: كان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية فأنزل الله فيهم ينهاهم عن مباطنتهم تخوف الفتنة عليهم * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم) * الآية.
قوله تعالى: * (وإذا غدوت) * [121]. أخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلي عن المسور ابن مخرمة قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف أخبرني عن قصتكم يوم أحد فقال: إقرأ بعد العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا * (وإذا غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) * إلى قوله: * (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) * [122] قال: هم الذين طلبوا الأمان من المشركين إلى قوله: