وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: لما أنزل الله: * (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) * [النساء: 29] تحرج المسلمون وقالوا: الطعام من أفضل الأموال فلا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد فكف الناس عن ذلك فنزل * (ليس على الأعمى حرج) * إلى قوله: * (مفاتحه) * [61] الآية.
وأخرج عن الضحاك قال: كان أهل المدينة قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا مريض ولا أعرج لأن الأعمى لا يبصر طيب الطعام والمريض لا يستوفي الطعام كما يستوفي الصحيح والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام فنزلت رخصة في مؤاكلتهم.
وأخرج عن مقسم قال: كانوا يتقون أن يأكلوا مع الأعمى والأعرج فنزلت.
وأخرج الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس قال: خرج الحرث غازيا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلف على أهله خالد بن زيد فحرج أن يأكل من طعامه وكان مجهودا فنزلت.
قوله تعالى: * (ليس عليكم جناح) * [61] الآية. أخرج البزار بسند صحيح عن عائشة قالت: كان المسلمون يرغبون في النفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدفعون مفاتحهم إلى زمناهم ويقولون لهم قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما أحببتم وكانوا يقولون أنه لا يحل لنا انهم أذنوا عن غير طيب نفس فأنزل الله: * (ليس عليكم جناح) * إلى قوله: * (أو ما ملكتم مفاتحه) * [61].
وأخرج ابن جرير عن الزهري أنه سئل عن قوله: * (ليس على الأعمى حرج) * [61] ما بال الأعمى والأعرج والمريض ذكروا هنا؟ فقال: أخبرني عبد الله بن عبد الله قال: إن المسلمين كانوا إذا غزوا خلفوا زمانهم، وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم ويقولون: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا وكانوا يتحرجون من ذلك ويقولون: لا ندخلها وهم غيب فأنزلت هذه الآية رخصة لهم.
وأخرج عن قتادة قال: نزلت * (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو