لو فعلت والله يعلم مني خلافه فنزلت. وأخرج نحوه عن ابن شهاب. وأخرج عن جبير بن نفير: أن قريشا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن كنت أرسلت إلينا فاطرد الذين اتبعوك من سقاط الناس ومواليهم فنكون نحن أصحابك فركن إليهم فنزلت.
وأخرج عن محمد بن كعب القرظي: أنه صلى الله عليه وسلم قرأ: * (والنجم) * إلى * (أفرأيتم اللات والعزى) * [النجم: 1 - 19] فألقى عليه الشيطان: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجي فنزلت، فما زال مهموما حتى أنزل الله * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله) * [الحج: 52] الآية. وفي هذا دليل على أن هذه الآيات مكية ومن جعلها مدنية استدل بما أخرجه ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس ان شعبا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أجلنا سنة حتى يهدي إلى آلهتنا فإن قبضنا الذي يهدي للآلهة أحرزناه ثم أسلمنا فهم أن يؤجلهم فنزلت وإسناده ضعيف.
قوله تعالى: * (وإن كادوا ليستفزونك) * [76] الآية. أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من حديث شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ان كنت نبيا فالحق بالشام فإن الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالوا فغزا غزوة تبوك يريد الشام فلما بلغ تبوك انزل الله آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة: * (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها) * وأمره بالرجوع إلى المدينة وقال له جبريل: سل ربك فإن لكل نبي مسألة فقال: ما تأمرني أن أسأل؟ قال: * (قل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) * [80] فهؤلاء نزلن في رجعته من تبوك.
هذا مرسل ضعيف الاسناد وله شاهد من مرسل سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم ولفظه: قالت المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم كانت الأنبياء تسكن الشام فمالك والمدينة فهم أن يشخص فنزلت، وله طريق أخرى مرسلة عند ابن جرير ان بعض اليهود قاله له.