قوله تعالى: * (وقل رب أدخلني) * الآية. أخرج الترمذي عن ابن عباس قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة فنزلت عليه: * (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) * وهذا صريح في أن الآية مكية وأخرجه ابن مردويه بلفظ أصرح منه.
قوله تعالى: * (ويسألونك عن الروح) * [85] الآية. أخرج البخاري عن ابن مسعود قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو متوكئ على عسيب فمر بنفر من قريش، فقال بعضهم: لو سألتموه فقالوا: حدثنا عن الروح، فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال: * (الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) * [85].
وأخرج الترمذي عن ابن عباس قال: قالت قريش لليهود علمونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا: سلوه عن الروح فسألوه فأنزل الله: * (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) *. قال ابن كثير يجمع بين الحديثين بتعدد النزول وكذا قال الحافظ ابن حجر أو يحمل سكوته حين سؤال اليهود على توقع مزيد بيان في ذلك وإلا فما في الصحيح أصح. قلت: ويرجح ما في الصحيح بأن راوية حاضر القصة بخلاف ابن عباس.
قوله تعالى: * (قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا) * [88] الآية.
أخرج ابن إسحاق وابن جرير من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال:
أتى النبي صلى الله عليه وسلم ابن مشكم في عامة من يهود سماهم فقالوا: كيف نتبعك قد تركت قبلتنا وأن هذا الذي جئت به لا نراه متناسقا كما تناسق التوراة فأنزل علينا كتابا نعرفه، وإلا جئناك بمثل ما تأتي به فأنزل الله: * (قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله) * الآية.
قوله تعالى: * (وقالوا لن نؤمن لك) * [90] الآية. أخرج ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن شيخ من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس: ان عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب ورجلا من بني عبد الدار وأبا البحتري