عين ساحة ورياض خضر وعبقري. ثم قال أحدهم: سلوني فأدعو الله لكم بما شئتم فقالوا:
نسألك أن تدعو الله أن يطعمنا شيئا من ثمار الجنة فدعا الله فنزلت عليهم بسرة فأكلوا منها لا تقلب إلا أكلوا منها لونا ثم رفعت ثم قال أحدهم: سلوني فأدعو الله لكم بما شئتم، فقالوا:
نسألك أن تدعو الله أن ينزل علينا المائدة التي أنزلها على عيسى قال: فدعا فنزلت فقضوا منها حاجتهم ثم رفعت وذكر تمام الخبر.
مسألة: جاء في حديث سلمان المذكور بيان المائدة وأنها كانت سفرة لا مائدة ذات قوائم والسفرة مائدة النبي صلى الله عليه وسلم وموائد العرب خرج أبو عبد الله الترمذي [الحكيم] (1): حدثنا محمد بن [بسار] (2)، قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يونس عن قتادة عن أنس قال: ما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خوان قط ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق. قال: قلت لانس: فعلام كانوا يأكلون؟ قال: على السفر قال محمد بن بشار: يونس هذا هو أبو الفرات الإسكاف.
قلت: هذا حديث صحيح ثابت اتفق على رجاله البخاري ومسلم وخرجه الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا معاذ بن هشام فذكره وقال فيه: حسن غريب.
قال الترمذي أبو عبد الله: الخوان هو شئ محدث فعلته الأعاجم وما كانت العرب لتمتهنها (3) وكانوا يأكلون على السفر واحدها سفرة وهي التي تتخذ من الجلود ولها معاليق تنضم وتنفرج فبالانفراج سميت سفرة لأنها إذا حلت معاليقها انفرجت فأسفرت عما فيها فقيل لها السفرة وإنما سمي السفر سفرا لاسفار الرجل بنفسه عن البيوت وقوله: ولا في سكرجة لأنها أوعية الاصباغ (4)، وإنما الاصباغ للألوان ولم تكن من سماتهم الألوان وإنما كان طعامهم الثريد عليه مقطعات اللحم. وكان (5) يقول: " انهسوا (6) اللحم نهسا فإنه أشهى وأمرأ " فإن قيل: فقد جاء ذكر المائدة في الأحاديث من ذلك حديث ابن عباس قال: لو كان الضب حراما