وقوله: وإنه على ذلك لشهيد يقول تعالى ذكره: إن الله على كنوده ربه لشهيد:
يعني لشاهد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
29288 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن قتادة وإنه على ذلك لشهيد قال: يقول: إن الله على ذلك لشهيد.
29289 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وإنه على ذلك لشهيد في بعض القراءات إن الله على ذلك لشهيد.
29290 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان وإنه على ذلك لشهيد يقول: وإن الله عليه شهيد.
وقوله: وإنه لحب الخير لشديد يقول تعالى ذكره: وإن الانسان لحب المال لشديد.
واختلف أهل العربية في وجه وصفه بالشدة لحب المال، فقال بعض البصريين:
معنى ذلك: وإنه من أجل حب الخير لشديد: أي لبخيل قال: يقال للبخيل: شديد ومتشدد. واستشهدوا لقوله ذلك ببيت طرفة بن العبد اليشكري:
أرى الموت يعتام النفوس ويصطفي * عقيلة مال الباخل المتشدد وقال آخرون: معناه: وإنه لحب الخير لقوي.
وقال بعض نحويي الكوفة: كان موضع لحب أن يكون بعد شديد، وأن يضاف شديد إليه، فيكون الكلام: وإنه لشديد حب الخير فلما تقدم الحب في الكلام، قيل:
شديد، وحذف من آخره، لما جرى ذكره في أوله ولرؤوس الآيات، قال: ومثله في سورة إبراهيم: كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف والعصوف لا يكون لليوم، إنما يكون للريح فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره، كأنه قال: في يوم عاصف الريح، والله أعلم وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
29291 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
وإنه لحب الخير لشديد قال: الخير: الدنيا وقرأ: إن ترك خيرا الوصية قال: