حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بأن ربك أوحى لها قال: أمرها.
وقد ذكر عن عبد الله أنه كان يقرأ ذلك: يومئذ تنبئ أخبارها وقيل: معنى ذلك أن الأرض تحدث أخبارها من كان على ظهرها من أهل الطاعة والمعاصي، وما عملوا عليها من خير أو شر. ذكر من قال ذلك:
29215 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان يومئذ تحدث أخبارها قال: ما عمل عليها من خير أو شر، بأن ربك أوحى لها، قال: أعلمها ذلك.
29216 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
يومئذ تحدث أخبارها قال: ما كان فيها، وعلى ظهرها من أعمال العباد.
29217 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
يومئذ تحدث أخبارها قال: تخبر الناس بما عملوا عليها.
وقيل: عني بقوله: أوحى لها: أوحى إليها. ذكر من قال ذلك:
29218 - حدثني ابن سنان القزاز، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس أوحى لها قال: أوحى إليها.
وقوله: يومئذ يصدر الناس أشتاتا قيل: إن معنى هذه الكلمة التأخير بعد ليروا أعمالهم قالوا: ووجه الكلام: يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها. ليروا أعمالهم، يومئذ يصدر الناس أشتاتا. قالوا: ولكنه اعترض بين ذلك بهذه الكلمة. ومعنى قوله:
يومئذ يصدر الناس أشتاتا عن موقف الحساب فرقا متفرقين، فآخذ ذات اليمين إلى الجنة، وآخذ ذات الشمال إلى النار.
وقوله: ليروا أعمالهم يقول: يومئذ يصدر الناس أشتاتا متفرقين، عن اليمين وعن الشمال، ليروا أعمالهم، فيرى المحسن في الدنيا، المطيع لله عمله وما أعد الله له يومئذ من الكرامة، على طاعته إياه كانت في الدنيا، ويرى المسيئ العاصي لله عمله.
وجزاء عمله، وما أعد الله له من الهوان والخزي في جهنم، على معصيته إياه كانت في الدنيا، وكفره به.