حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، وأخرجت الأرض أثقالها قال: يعني الموتى.
29211 - حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وأخرجت الأرض أثقالها من في القبور.
وقوله: وقال الانسان مالها يقول تعالى ذكره: وقال الناس إذا زلزلت الأرض لقيام الساعة: ما للأرض وما قصتها يومئذ تحدث أخبارها. كان ابن عباس يقول في ذلك ما:
29212 - حدثني ابن سنان القزاز، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس، وقال الانسان ما لها قال: الكافر. يومئذ تحدث أخبارها يقول:
يومئذ تحدث الأرض أخبارها. وتحديثها أخبارها، على القول الذي ذكرناه عن عبد الله بن مسعود، أن تتكلم فتقول: إن الله أمرني بهذا، وأوحى إلي به، وأذن لي فيه.
وأما سعيد بن جبير، فإنه كان يقول في ذلك ما:
29213 - حدثنا به أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل بن عبد الملك، قال:
سمعت سعيد بن جبير يقرأ في المغرب مرة: يومئذ تنبئ أخبارها ومرة: تحدث أخبارها.
فكأن معنى تحدث كان عند سعيد: تنبئ، وتنبيئها أخبارها: اخراجها أثقالها من بطنها إلى ظهرها. وهذا القول قول عندي صحيح المعنى، وتأويل الكلام على هذا المعنى: يومئذ تبين الأرض أخبارها بالزلزلة والرجة، وإخراج الموتى من بطونها إلى ظهورها، بوحي الله إليها، وإذنه لها بذلك، وذلك معنى قوله: بأن ربك أوحى لها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
29214 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن. قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: وأخرجت الأرض أثقالها بأن ربك أوحى لها قال: أمرها، فألقت ما فيها وتخلت.