وقال آخرون: عني بذلك: إبراهيم وما ولد. ذكر من قال ذلك:
28867 - حدثني محمد بن موسى الحرشي، قال: ثنا جعفر بن سليمان، قال:
سمعت أبا عمران الجوني يقرأ: ووالد وما ولد قال: إبراهيم وما ولد.
والصواب من القول في ذلك: ما قاله الذي قالوا: إن الله أقسم بكل والد وولده، لان الله عم كل والد وما ولد. وغير جائز أن يخص ذلك إلا بحجة يجب التسليم لها من خبر، أو عقل، ولا خبر بخصوص ذلك، ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه، فهو على عمومه كما عمه.
وقوله: لقد خلقنا الانسان في كبد وهذا هو جواب القسم.
28868 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: وقع ههنا القسم لقد خلقنا الانسان في كبد.
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: لقد خلقنا ابن آدم في شدة وعناء ونصب. ذكر من قال ذلك:
28869 - حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: لقد خلقنا الانسان في كبد يقول: في نصب.
28870 - حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا سعيد، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، أنه قال في هذه الآية: لقد خلقنا الانسان في كبد يقول:
في شدة.
28871 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة لقد خلقنا الانسان في كبد حين خلق في مشقة لا يلفى ابن آدم إلا مكابد أمر الدنيا والآخرة.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: في كبد قال: يكابد أمر الدنيا والآخرة.
وقال بعضهم: خلق خلقا لم نخلق خلقه شيئا. ذكر من قال ذلك:
28872 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن علي بن رفاعة، قال: سمعت الحسن يقول: لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم.