الصادقون يقول: هؤلاء الذين وصف صفتهم من الفقراء المهاجرين هم الصادقون فيما يقولون. القول في تأويل قوله تعالى: * ( والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) *.
يقول تعالى ذكره: والذين تبوءوا الدار والايمان يقول: اتخذوا المدينة مدينة الرسول (ص)، فابتنوها منازل، والايمان بالله ورسوله من قبلهم يعني: من قبل المهاجرين، يحبون من هاجر إليهم: يحبون من ترك منزله، وانتقل إليهم من غيرهم، وعني بذلك الأنصار يحبون المهاجرين. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26239 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم قال: الأنصار نعت. قال محمد بن عمرو: سفاطة أنفسهم. وقال الحارث: سخاوة أنفسهم عند ما روى عنهم من ذلك، وإيثارهم إياهم ولم يصب الأنصار من ذلك الفئ شئ.
26240 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا يقول: مما أعطوا إخوانهم هذا الحي من الأنصار، أسلموا في ديارهم، فابتنوا المساجد والمسجد، قبل قدوم النبي (ص)، فأحسن الله عليهم الثناء في ذلك وهاتان الطائفتان الأولتان من هذه الآية، أخذتا بفضلهما، ومضتا على مهلهما، وأثبت الله حظهما في الفئ.
26241 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله الله عز وجل: والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون قال: هؤلاء الأنصار يحبون من هاجر إليهم من المهاجرين.
وقوله: ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا يقول جل ثناؤه: ولا يجد الذين تبوءوا الدار من قبلهم، وهم الأنصار في صدورهم حاجة، يعني حسدا مما أوتوا، يعني مما