سورة الحشر مدنية وآياتها أربع أربع وعشرون بسم الله الرحمن الرحيم القول في تأويل قوله تعالى:
* (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم) *.
يعني بقوله جل ثناؤه سبح لله صلى لله وسجد له ما في السماوات وما في الأرض من خلقه وهو العزيز الحكيم يقول وهو العزيز في انتقامه ممن انتقم من خلقه على معصيتهم إياه الحكيم في تدبيره إياهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الابصار) *.
يعني تعالى ذكره بقوله: هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر الله الذي أخرج الذين جحدوا نبوة محمد (ص) من أهل الكتاب، وهم يهود بني النضير من ديارهم، وذلك خروجهم عن منازلهم ودورهم، حين صالحوا رسول الله (ص) على أن يؤمنهم على دمائهم ونسائهم وذراريهم، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من أموالهم، ويخلو له دورهم، وسائر أموالهم، فأجابهم رسول الله (ص) إلى ذلك، فخرجوا من ديارهم، فمنهم من خرج إلى الشام، ومنهم من خرج إلى خيبر، فذلك قول