وقوله: ويؤثرون على أنفسهم يقول تعالى ذكر: وهو يصف الأنصار الذين تبوءوا الدار والايمان من قبل المهاجرين ويؤثرون على أنفسهم يقول: ويعطون المهاجرين أموالهم إيثارا لهم بها على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة يقول: ولو كان بهم حاجة وفاقة إلى ما آثروا به من أموالهم على أنفسهم. والخصاصة مصدر، وهي أيضا اسم، وهو كل ما تخللته ببصرك كالكوة والفرجة في الحائط، تجمع خصاصات وخصاص، كمال قال الراجز:
* قد علم المقاتلات هجا * * والناظرات من خصاص لمجا * * لأورينها دلجا أو منجا * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26245 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي (ص) ليضيفه، فلم يكن عنده ما يضيفه، فقال: ألا رجل يضيف هذا رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: أكرمي ضيف رسول الله (ص)، نومي الصبية، وأطفئي المصباح وأريه بأنك تأكلين معه واتركيه لضيف رسول الله (ص) ففعلت فنزلت ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
* - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن فضيل، عن غزوان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، أن رجلا من الأنصار بات به ضيف، فلم يكن عند إلا قوته وقوت صبيانه، فقال لامرأته: نومي الصبية وأطفئي المصباح، وقربي للضيف ما عندك، قال: فنزلت هذه الآية ومن يوق شح نفسه.