وقال آخر منهم: يقول: معناه غيظوا وأخزوا يوم الخندق كما كبت الذين من قبلهم يريد من قاتل الأنبياء من قبلهم.
وقوله: وقد أنزلنا آيات بينات يقول: وقد أنزلنا دلالات مفصلات، وعلامات محكمات تدل على حقائق حدود الله.
وقوله: والكافرين عذاب مهين يقول تعالى ذكره: ولجاحدي تلك الآيات البينات التي أنزلناها على رسولنا محمد (ص)، ومنكريها عذاب يوم القيامة مهين: يعني مذل في جهنم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد) *.
يقول تعالى ذكره: وللكافرين عذاب معين في يوم يبعثهم الله جميعا، وذلك يوم يبعثهم الله جميعا من قبورهم لموقف القيامة فينبئهم الله بما عملوا أحصاه الله ونسوه يقول تعالى ذكره: أحصى الله ما عملوا، فعده عليهم، وأثبته وحفظه، ونسيه عاملوه والله على كل شئ شهيد يقول: والله جل ثناؤه على كل شئ عملوه وغير ذلك من أمر خلقه شهيد يعني شاهد يعلمه ويحيط به فلا يغرب عنه شئ منه.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): ألم تنظر يا محمد بعين قبلك فترى أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض من شئ، لا يخفى عليه صغير ذلك وكبيره يقول جل ثناؤه: فكيف يخفى على من كانت هذه صفته أعمال هؤلاء الكافرين وعصيانهم ربهم، ثم وصف جل ثناؤه قربه من عباده وسماعه نجواهم، وما يكتمونه الناس من أحاديثهم، فيتحدثونه سرا بينهم، فقال: ما يكون من نجوى ثلاثة من خلقه إلا هو رابعهم يسمع