صفا ليدل على أن القتال راجلا أحب إليه من القتال فارسا، لان الفرسان لا يصطفون، وإنما تصطف الرجالة. ذكر من قال ذلك:
26386 - حدثني سعيد بن عمرو السكوني، قال: ثنا بقية بن الوليد، عن أبي بكر ابن أبي مريم، عن يحيى بن جابر الطائي، عن أبي بحرية، قال: كانوا يكرهون القتال على الخيل، ويستحبون القتال على الأرض، لقول الله: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص قال: وكان أبو بحرية يقول: إذا رأيتموني التفت في الصف، فجئوا في لحيي. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإذ قال موسى لقومه يقوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): واذكر يا محمد إذ قال موسى بن عمران لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون حقا أنى رسول الله إليكم.
وقوله: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم يقول: فلما عدلوا وجاروا عن قصد السبيل أزاغ الله قلوبهم: يقول: أمال الله قلوبهم عنه وقد:
26387 - حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا العوام، قال:
ثنا أبو غالب، عن أبي أمامة في قوله: فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم قال: هم الخوارج.
والله لا يهدي القوم الفاسقين يقول: والله لا يوفق لإصابة الحق القوم الذين اختاروا الكفر على الايمان. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإذ قال عيسى ابن مريم يبني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) *.
يقول تعالى ذكره: واذكر أيضا يا محمد إذ قال عيسى ابن مريم لقومه من بني إسرائيل يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة التي أنزلت على موسى ومبشرا أبشركم برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد.