26458 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: اتخذوا أيمانهم جنة قال: يجيئون بها، قال ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا.
26459 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: اتخذوا أيمانهم جنة يقول: حلفهم بالله إنهم لمنكم جنة.
وقوله: جنة: سترة يسترون بها كما يستر المستجن بجنته في حرب وقتال، فيمنعون بها أنفسهم وذراريهم وأموالهم، ويدفعون بها عنها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26460 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة جنة ليعصموا بها دماءهم وأموالهم.
وقوله: فصدوا عن سبيل الله يقول: فأعرضوا عن دين الله الذي بعث به نبيه (ص) وشريعته التي شرعها لخلقه إنهم ساء ما كانوا يعملون يقول: إن هؤلاء المنافقين الذين اتخذوا أيمانهم جنة ساء ما كانوا يعملون في اتخاذهم أيمانهم جنة، لكذبهم ونفاقهم، وغير ذلك من أمورهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون) *.
يقول تعالى ذكره: إنهم ساء ما كانوا يعملون هؤلاء المنافقون الذين اتخذوا أيمانهم جنة من أجل أنهم صدقوا الله ورسوله، ثم كفروا بشكهم في ذلك وتكذيبهم به.
وقوله: فطبع على قلوبهم يقول: فجعل الله على قلوبهم ختما بالكفر عن الايمان وقد بينا في موضع غير هذا صفة الطبع على القلب بشواهدها، وأقوال أهل العلم، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: فهم لا يفقهون يقول تعالى ذكره: فهم لا يفقهون صوابا من خطأ، وحقا من باطل لطبع الله على قلوبهم. وكان قتادة يقول في ذلك ما:
26461 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون أقروا بلا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (ص)، وقلوبهم منكرة تأبى ذلك. القول في تأويل قوله تعالى: