26201 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال:
سمعت الضحاك يقول في قوله: يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين يعني أهل النضير جعل المسلمون كلما هدموا من حصنهم جعلوا ينقضون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، ثم يبنون ما خرب المسلمون.
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الحجاز والمدينة والعراق سوى أبي عمرو: يخربون بتخفيف الراء، بمعنى يخرجون منها ويتركونها معطلة خرابا، وكان أبو عمرو يقرأ ذلك يخربون بالتشديد في الراء بمعنى يهدمون بيوتهم. وقد ذكر عن أبي عبد الرحمن السلمي والحسن البصري أنهما كانا يقرآن ذلك نحو قراءة أبي عمرو. وكان أبو عمرو فيما ذكر عنه يزعم أنه إنما اختار التشديد في الراء لما ذكرت من أن الاخراب:
إنما هو ترك ذلك خرابا بغير ساكن، وإن بني النضير لم يتركوا منازلهم، فيرتحلوا عنها، ولكنهم خربوها بالنقض والهدم، وذلك لا يكون فيما قال إلا بالتشديد.
وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندي قراءة من قرأه بالتخفيف لاجماع الحجة من القراء عليه وقد كان بعض أهل المعرفة بكلام العرب يقول التخريب والاخراب بمعنى واحد وانما ذلك في اختلاف اللفظ لا اختلاف في المعنى وقوله: فاعتبرا يا أولي الابصار يقول تعالى ذكره: فاتعظوا يا معشر ذوي الافهام بما أحل الله بهؤلاء اليهود الذين قذف الله في قلوبهم الرعب، وهم في حصونهم من نقمته، واعلموا أن الله ولي من والاه، وناصر رسوله على كل من ناوأه، ومحل من نقمته به نظير الذي أحل ببني النضير. وإنما عنى بالابصار في هذا الموضع أبصار القلوب، وذلك أن الاعتبار بها يكون دون الابصار بالعيون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار ئ ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب ئ يقول تعالى ذكره ولولا أن الله قضى وكتب على هؤلاء اليهود من بني النضير في أم الكتاب الجلاء وهو الانتقال من موضع إلى موضع وبلدة إلى أخرى وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك.
26202 - حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء خروج الناس من البلد إلى البلد.