يقول تعالى ذكره: فإذا قضيت صلاة الجمعة يوم الجمعة، فانتشروا في الأرض إن شئتم، ذلك رخصة من الله لكم في ذلك. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26444 - حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن مجاهد أنه قال: هي رخصة، يعني قوله: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض.
26445 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض قال: هذا إذن من الله، فمن شاء خرج، ومن شاء جلس.
26446 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: أذن الله لهم إذا فرغوا من الصلاة، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله فقد أحللته لكم.
وقوله: وابتغوا من فضل الله. ذكر عن النبي (ص) في تأويل ذلك ما:
26447 - حدثني العباس بن أبي طالب، قال: ثنا علي بن المعافى بن يعقوب الموصلي، قال: ثنا أبو عامر الصائغ من الموصل، عن أبي خلف، عن أنس، قال: قال رسول الله (ص) في قوله فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله قال: ليس لطلب دنيا، ولكن عيادة مريض، وحضور جنازة، وزيارة أخ في الله.
وقد يحتمل قوله: وابتغوا من فضل الله أن يكون معنيا به: والتمسوا من فضل الله الذي بيده مفاتيح خزائنه لدنياكم وآخرتكم.
وقوله: واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون يقول: واذكروا الله بالحمد له، والشكر على ما أنعم به عليكم من التوفيق لأداء فرائضه، لتفلحوا، فتدركوا طلباتكم عند ربكم، وتصلوا إلى الخلد في جناته. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) *.