وقوله: ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا يعني غمرا وضغنا. وقيل: عني بالذين جاءوا من بعدهم: الذين أسلموا من بعد الذين تبوءوا الدار. ذكر من قال ذلك:
26252 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
والذين جاءوا من بعدهم قال: الذين أسلموا نعتوا أيضا.
26253 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: ثم ذكر الله الطائفة الثالثة، فقال: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا حتى بلغ إنك رحيم إنما أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي (ص) ولم يؤمروا بسببهم.
وذكر لنا أن غلاما لحاطب بن أبي بلتعة جاء نبي الله (ص) فقال: يا نبي الله ليدخلن حاطب في حي النار، قال: كذبت إنه شهد بدرا والحديبية وذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أغلظ لرجل من أهل بدر، فقال نبي الله (ص): وما يدريك يا عمر لعله قد شهد مشهدا اطلع الله فيه إلى أهله، فأشهد ملائكته إني قد رضيت عن عبادي هؤلاء، فليعلموا ما شاءوا فما زال بعضنا منقبضا من أهل بدر، هائبا لهم، وكان عمر رضي الله عنه يقول:
وإلى أهل بدر تهالك المتهالكون، وهذا الحي من الأنصار، أحسن الله عليهم الثناء.
26254 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله:
ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا قال: لا تورث قلوبنا غلا لاحد من أهل دينك.
26255 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن قيس بن مسلم، عن ابن أبي ليلى، قال: كان الناس على ثلاث منازل: المهاجرون الأولون والذين اتبعوهم بإحسان والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم يقول جل ثناؤه مخبرا عن قيل الذين جاءوا من بعد الذين تبوءوا الدار والايمان أنهم قالوا: لا تجعل في قلوبنا غلا لاحد من أهل الايمان بك يا ربنا.
قوله: إنك رؤوف رحيم يقول: إنك ذو رأفة بخلقك، وذو رحمة بمن تاب واستغفر من ذنوبه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب