شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس في: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء قال: الفضل:
الدين والله ذو الفضل العظيم يقول: الله ذو الفضل على عباده، المحسن منهم والمسيئ، والذين بعث فيهم الرسول منهم وغيرهم، العظيم الذي يقل فضل كل ذي فضل عنده. القول في تأويل قوله تعالى:
* (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين) *.
يقول تعالى ذكره: مثل الذين أوتوا التوراة من اليهود والنصارى، فحملوا العمل بها ثم لم يحملوها يقول: ثم لم يعملوا بما فيها، وكذبوا بمحمد (ص)، وقد أمروا بالايمان به فيها واتباعه والتصديق به كمثل الحمار يحمل أسفارا يقول: كمثل الحمار يحمل على ظهره كتبا من كتب العلم، لا ينتفع بها، ولا يعقل ما فيها، فكذلك الذين أوتوا التوراة التي فيها بيان أمر محمد (ص) مثلهم إذا لم ينتفعوا بما فيها، كمثل الحمار الذي يحمل أسفارا فيها علم، فهو لا يعقلها ولا ينتفع بها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26418 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، في قوله: يحمل أسفارا قال: يحمل كتبا لا يدري ما فيها، ولا يعقلها.
26419 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا قال: يحمل كتابا لا يدري ماذا عليه، ولا ماذا فيه.
* - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله كمثل الحمار يحمل أسفارا قال: كمثل الحمار الذي يحمل كتبا، لا يدري ما على ظهره.
26420 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: كمثل الحمار يحمل أسفارا كتبا، والكتاب بالنبطية يسمى سفرا ضرب الله هذا مثلا للذين أعطوا التوراة ثم كفروا.