سرهم ونجواهم، لا يخفى عليه شئ من أسرارهم ولا خمسة إلا هو سادسهم يقول:
ولا يكون من نجوى خمسة إلا هو سادسهم كذلك ولا أدنى من ذلك يقول: ولا أقل من ثلاثة ولا أكثر من خمسة إلا هو معهم إذا تناجوا أينما كانوا يقول: في أي موضع ومكان كانوا.
وعنى بقوله هو رابعهم بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه، وهو على عرشه، كما:
26142 - حدثني عبد الله بن أبي زياد، قال: ثني نصر بن ميمون المضروب، قال:
ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك، في قول ما يكون من نجوى ثلاثة... إلى قوله هو معهم قال: هو فوق العرش وعلمه معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم.
وقوله: ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة يقول تعالى ذكره: ثم يخبر هؤلاء المتناجين وغيرهم بما عملوا من عمل مما يحبه ويسخطه يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم يقول: إن الله بنجواهم وأسرارهم، وسرائر أعمالهم، وغير ذلك من أمورهم وأمور عباده عليم.
واختلفت القراء في قراءة قوله: ما يكون من نجوى ثلاثة فقرأت قراء الأمصار ذلك ما يكون من نجوى بالياء، خلا أبي جعفر القارئ، فإنه قرأه: ما تكون بالتاء.
والياء هي الصواب في ذلك، لاجماع الحجة عليها، ولصحتها في العربية. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى من اليهود ثم يعودون فقد نهى الله عز وجل إياهم عنها، ويتناجون بينهم بالاثم والعدوان ومعصية الرسول. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26143 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني