وقوله: إن الله يحب المقسطين يقول: إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس، ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرون من برهم، ويحسنون إلى من أحسن إليهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) *.
يقول تعالى ذكره: إنما ينهاكم الله أيها المؤمنون عن الذين قاتلوكم في الدين من كفار أهل مكة وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم يقول:
وعاونوا من أخرجكم من دياركم على إخراجكم أن تولوهم، فتكونوا لهم أولياء ونصراء ومن يتولهم يقول: ومن يجعلهم منكم أو من غيركم أولياء فأولئك هم الظالمون يقول: فأولئك هم الذين تولوا غير الذي يجوز لهم أن يتولوهم، ووضعوا ولايتهم في غير موضعها، وخالفوا أمر الله في ذلك. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله الذين قاتلوكم في الدين قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
26309 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين قال: كفار أهل مكة.
القول في تأويل قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن يقول تعالى ذكره للمؤمنين من أصحاب رسول الله (ص): يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم النساء المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الاسلام فامتحنوهن وكانت محنة رسول الله (ص) إياهن إذا قدمن مهاجرات، كما:
26310 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس بن بكير، عن قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر الأسدي، قال: سئل ابن عباس: