ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله، قال: اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال، وقال: سبحوه بكرة وأصيلا فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته قال الله عز وجل هو الذي يصلي عليكم وملائكته.
21768 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وسبحوه بكرة وأصيلا صلاة الغداة، وصلاة العصر.
وقوله: ليخرجكم من الظلمات إلى النور: أي من الضلالات إلى الهدى.
21769 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور قال: من الضلالة إلى الهدى، قال: والضلالة: الظلمات، والنور: الهدى.
وقوله: وكان بالمؤمنين رحيما يقول تعالى ذكره: وكان بالمؤمنين به ورسوله ذا رحمة أن يعذبهم وهم له مطيعون، ولأمره متبعون تحيتهم يوم يلقونه سلام يقول جل ثناؤه: تحية هؤلاء المؤمنين يوم القيامة في الجنة سلام، يقول بعضهم لبعض: أمنة لنا ولكم بدخولنا هذا المدخل من الله أن يعذبنا بالنار أبدا، كما:
21770 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: تحيتهم يوم يلقونه سلام قال: تحية أهل الجنة السلام.
وقوله: وأعد لهم أجرا كريما يقول: وأعد لهؤلاء المؤمنين ثوابا لهم على طاعتهم إياه في الدنيا كريما، وذلك هو الجنة، كما:
21771 حدثتا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وأعد لهم أجرا كريما: أي الجنة. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) *.