يقول تعالى ذكره: إن المتذللين لله بالطاعة والمتذللات، والمصدقين والمصدقات رسول الله (ص) فيما أتاهم به من عند الله، والقانتين والقانتات لله، والمطيعين لله والمطيعات له فيما أمرهم ونهاهم، والصادقين لله فيما عاهدوه عليه والصادقات فيه، والصابرين لله في البأساء والضراء على الثبات على دينه، وحين البأس والصابرات، والخاشعة قلوبهم لله وجلا منه ومن عقابه والخاشعات، والمتصدقين والمتصدقات، وهم المؤدون حقوق الله من أموالهم والمؤديات، والصائمين شهر رمضان الذي فرض الله صومه عليهم والصائمات، الحافظين فروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، والحافظات ذلك إلا على أزواجهن إن كن حرائر، أو من ملكهن إن كن إماء، والذاكرين الله بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم والذاكرات، كذلك أعد الله لهم مغفرة لذنوبهم، وأجرا عظيما: يعني ثوابا في الآخرة على ذلك من أعمالهم عظيما، وذلك الجنة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
21742 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: دخل نساء على نساء النبي (ص)، فقلن: قد ذكركن الله في القرآن، ولم نذكر بشئ، أما فينا ما يذكر؟
فأنزل الله تبارك وتعالى: * (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات أي الخائفين والخائفات (أعد الله لهم مغفرة لذنوبهم (وأجرا عظيما في الجنة.
والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) *.
21743 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
وأجرا عظيما قال: الجنة وفي قوله: والقانتين والقانتات قال: المطيعين والمطيعات.
21744 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، عن عامر، قال: القانتات:
المطيعات.
21745 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مؤمل، قال: سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله يذكر الرجال ولا نذكر، فنزلت: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو معاوية، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، أن