قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول " (١).
وقد انعكس هذا الشعور الواعي بالانفصال في الوحي، بين الذات الإلهية الامرة المعطية والذات المحمدية المخاطبة المتلقية على الظاهرة القرآنية ونصوص القرآن الكريم. وكان له مظاهر عديدة نذكر منها الاشكال الثلاثة التالية:
الشكل الأول:
الصورة التي يبدو فيها النبي من خلال الظاهرة القرآنية عبدا ضعيفا لله سبحانه، يقف بين يدي مولاه يستمد منه العون ويطلب منه المغفرة ويمتثل أوامره، ونواهيه، ويتلقى منه العقاب بمختلف مراتبه واشكاله، والامثلة القرآنية على ذلك كثيرة:
١ - فالقرآن يصور محمدا (صلى الله عليه وآله) في صورة الانسان المطيع الذي لا يملك لنفسه شيئا، ويخاف ربه إن عصاه، فيلتزم الحدود التي وضعها له ويرجو رحمته وليس من شئ يأتيه الا من قبل ربه، فهو يعترف بالعجز المطلق تجاه إرادة الله أو تبديل حرف من القرآن:
﴿وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي ان أبدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى إلي، إني أخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم * قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون﴾ (٢).
﴿قل انما انا بشر مثلكم يوحى إلي انما إلهكم اله واحد...﴾ (3).
(قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت