فهدموا وأما العترة فقتلوا، وكل ودائع الله قد نبذوا ومنها قد تبرؤا.
3 - عن علي بن سويد قال كتبت إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) وهو في الحبس كتابا... إلى أن ذكر جوابه (عليه السلام) بتمامه وفيه قوله (عليه السلام): اؤتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه.
4 - عن عبد الاعلى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن أصحاب العربية يحرفون كلام الله عز وجل عن مواضعه.
ولا دلالة في هذه الروايات جميعها على وقوع التحريف في القرآن الكريم بمعنى الزيادة والنقيصة، وانما تدل على وقوع التحريف فيه بمعنى حمل بعض ألفاظه على غير معانيها المقصودة لله سبحانه ومن ثم تحريفها عن أهدافها ومقاصدها.
ونحن في الوقت الذي لا نشك بوقوع مثل هذا التحريف في القرآن الكريم من قبل بعض المسلمين عن قصد أو بدون قصد نظر الاختلاف تفاسير القرآن وتباينها لا نرى فيه ما يضر عظمة القرآن أو يفيد في تأييد هذه الشبهة، بل إن القرآن في الآية السابعة من آل عمران التي تحدثت فيها عن المحكم والمتشابه أشار إلى هذا النوع من التحريف، كما دلت الرواية التي رواها الكليني في الكافي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في رسالته إلى سعد الخير: " وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده فهم يرونه ولا يرعونه والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية... " (1).
وقد يدل بعضها على تحريف بعض الكلمات القرآنية بمعنى قراءتها بشكل يختلف عن القراءة التي أنزلت على صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا ينسجم مع الرأي الذي ينكر تواتر القراءات السبع ويرى أنها نتيجة لاختلاف الرواية أو الاجتهاد، أو لأسباب أخرى ذاتية أو مذهبية أو سياسية.